"ألقاهُ في اليمِّ مكتوفًا وقال له: إياك إياك أن تبتلّ بالماءِ" هذا المثل يشبه إلى حدٍّ ما الحالة التي تجد بعض المدارس في المملكة نفسها عليه مع ضعف الإمكانات والتقتير في الإنفاق على الاحتياجات المدرسية الدورية. يروي الأستاذ محمد عزوز، أحد صناع الذهب في المملكة، في نقاشه مع الإعلامي الزميل كمال عبدالقادر حول ما أثاره أخيرًا في بريده على الإنترنت عن تردي حالة الملاعب المدرسية المخصصة لمزاولة النشاطات الرياضية قصة مُعلمة للمواد الفنية ومسؤولة عن المعمل في إحدى المدارس في مدينة جدة. وهي تقوم بتدريس منهج مطوّر في التربية الفنية تحتاج لتطبيقه مواد وخامات عمل كثيرة، وعدد طالبات هذه المدرسة 680 طالبة في المرحلة الثانوية. تقول المُعلمة: إن الميزانية المخصصة لتأمين الخامات والمواد اللازمة للتدريس كل عام 500 ريال فقط، يعني 250 ريالاً للفصل الدراسي الواحد، يعني 35 هللة، يعني قرشين ونص لكل طالبة، قيمة المواد والخامات لكي تدرس مواد كيمياء وفيزياء وأحياء، وقد اعتذرت الوزارة من بداية العام الدراسي الحالي عن تقديم أي مبلغ..!! وقالت لإدارة المدرسة: (دبري نفسك ما في فلوس وبلغوا الأبلة أن لا تضغط على الطالبات في الطلبات ولا تطلبوا منهم شيء)!! أمام هذا الوضع قامت المُعلمة بشراء نماذج خامات ومواد التدريس على حسابها الخاص، خاصة بعد تلقي إدارة المدرسة شكوى من وليات الأمور لأنها تطلب من البنات خامات ومواد أرهقت جيوبهم!! ثم يعاتب الأستاذ محمد عزوز أو يداعب الأستاذ كمال عبدالقادر في تساؤله عن تدني حال ملاعب النشاطات الرياضية في بعض المدارس النموذجية، حيث يقول له: (وزعلان يا سيدي كمال إنْ ما في ملعب كورة مزروع في المدرسة.. إيش تبغى منهم يا أخي.. ارحمهم خليهم يكملوا طلبات العلم أولاً.. مو ملعب كورة..!! الله يسامحك يا كمال، يا ما قسمنا في الشارع وزقاق عم علي وفتينا (لعبنا) أحلى كفر (كورة) وكان عندنا وقتها أحسن منتخب.. مو ننازع عشان نعدي الأدوار التمهيدية لكأس العالم). ويقول أخيراً: (يا مدرسين ويا مدرسات.. دبّروا أنفسكم جزاكم الله عنا كل خير..).