لمن أكتب ؟ من يقول لهؤلاء ؟ فهؤلاء لا يعرفون ما هو التاريخ و لا معنى تاريخ و لا أن أمة بلا تاريخ هي أمة بلا مستقبل . من يخبرهم بحزم أن من يتنكر لتاريخه كمن يتنكر لأبيه و أمه بعد أن يمضي عليهما الزمان ، وان عقوبة الله العادلة له هي أن يتنكر له أبناؤه بعد أن يمضي عليه هو الزمان . من يقول ذلك لأعضاء اللجنة التي قررت تغيير مسمى بابي الفتح و العمرة من أبواب الحرم المكي زاده الله تشريفاً و تكريماً .ترى كيف فات عليهم معنى هذين الاسمين. ان هذا التاريخ الذي تجرأت عليه هذه اللجنة هو تاريخ إسلامي ،هو تاريخنا نحن ،هو نحن .هو ليس تاريخاً غريباً علينا ولا تاريخاً معادياً لنا .بل حتى وان كان تاريخاً معادياً لنا فالأمم ذات الحضارة تحافظ على التاريخ حتى لو كان معادياً لها.ولا أصدق على ذلك من التاريخ الأندلسي الاسلامي اليوم في أسبانيا .فأسبانيا أبقت عليه كله.أبقت عليه و هو لأمة معادية لها ، حافظت عليه وهو تاريخ أمة ذات دين آخر ولسان آخر ومن قارة أخرى و من ثقافة أخرى ،ومع كل هذا حافظت عليه.فما بالنا نحن لا نقبل تاريخنا بل نناصبه العداء.هل يخطر في بال أحد ان يستبدل اسم قصر الحمراء بقصر خوان كارولس ؟ لماذا لا ؟هل يعلم احد لماذا لا؟ بالله عليكم ما الذي يلزمنا اليوم لتغيير اسمي هذين البابين ، الاسمين الكريمين المرتبطين بتاريخ فتح الفتوح و تاريخ ما قرنها الله بالحج في كتابه ؟ لماذا هما بالذات ؟ لماذا نغيرهما وهما من تاريخنا و هما منا؟ ما الذي يدفعنا لفعل ذلك بينما الأبواب عديمة الاسم كثر ؟ أهي عادة لازمتنا ألّا نبقي على أي أمس عاشه وأعاشه غيرنا ؟ ألا يكفينا ما فعلنا بالملموس و المحسوس و المشاد الشاهد على تاريخنا ؟ لم نبقِ أي أثر لأثر فلما أنهيناه و لم يبق منه أثر انتقلنا الى الأسماء فأزلناها ؟ أعَدَاءٌ مستحكم لنا مع التاريخ ؟ أم أن التاريخ لنا ذو مواصفات ؟ لا أستطيع ان أكمل المقال ،لذا أختم بقولي :حسبنا الله و نعم الوكيل.