بعد هزيمة مانشستر سيتي على يدي تشلسي الأسبوع الأخير بهدفين مقابل هدف، انتعشت آمال مانشستر يونايتد حيث تقلص الفارق بين فريقي مدينة مانشستر إلى نقطتين فقط بعد أن كان فارق الخمس نقاط هو الذي يفصل بين الفريقين لأسابيع طويلة. منذ أسابيع قلت بأن مانشستر يونايتد سيظل مرشحا للمنافسة حتى آخر رمق، رغم عروضه السيئة وانتصاراته الهزيلة التي تلت هزيمته المذلة أمام جاره وغريمه التقليدي بستة أهداف مقابل هدف. والآن وبعد أن تعرض بعض أهم لاعبي الفريق لإصابات قد تحرمهم المشاركة حتى آخر الموسم، مثل فيديتش وتشيشيريتو وفليتشر، بالإضافة إلى إصابات كل من أندرسن وكليفرلي ومايكل أوين، فإنني ما زلت أعتقد بأن يونايتد سيكون رقما صعبا حتى النهاية. يونايتد منذ عام 92 تربع على عرش الكرة الإنجليزية واستطاع أن يمد الملاعب الإنجليزية والأوروبية بما لا يقل عن أربعة أجيال ذهبية. وطوال هذه الفترة التي استمرت لعقدين من الزمان، واجه يونايتد منافسين شجعانا استطاعوا أن يشكلوا له إزعاجا وتمكنوا من الفوز ببعض ألقاب الدوري، لكن كل واحد من هؤلاء المنافسين أخذ وقته ثم مضى ابتداء من بلاكبيرن ومرورا بآرسنال وانتهاء بتشلسي. الكل يأتي ويذهب، ويبقى يونايتد هو الطرف الوحيد الثابت على خارطة الأقوياء. ورغم أن يونايتد كان الأقل إنفاقا من بين أكثر ست فرق في إنجلترا لاستقدام اللاعبين الجدد، إلا أن الفريق تمكن من حصد العديد من ألقاب الدوري وتأهل للمباراة النهائية لدوري الأبطال ثلاث مرات في المواسم الأربعة الأخيرة. شخصية البطل التي اكتسبها يونايتد، ووجود السير ألكس فيرجسن على رأس جهازه الفني، والتوليفة المتميزة القائمة على عناصر الخبرة والشباب معا، هي مميزات ينفرد بها يونايتد عن جميع الأندية الأخرى بما فيها مانشستر سيتي الذي ظهر وكأنه في طريقه لتحقيق اللقب بمنتهى السهولة بعد فوزه التاريخي على ملعب أولد ترافورد. ويبدو أن البعض وفي غمرة اندفاعه للقادم الجديد لدنيا المنافسة، نسي أن أهم خصائص الدوري الإنجليزي هي طول النفس، ونسي أن مانشستر يونايتد قد تعرض في بعض المواسم لهزات ومصاعب لا تقل عما تعرض له هذا العام ثم توج باللقب في النهاية. وليس هناك ما يدل على ذلك أكثر من هزيمة يونايتد بخمسة أهداف نظيفة على يدي نيوكاسل منافسه المباشر في إحدى سنوات التسعينات، ثم نجاح يونايتد في النهاية في اقتناص اللقب من منافسه. مانشستر يونايتد سيظل دائما الرقم الصعب.