أكد خبراء عسكريون ومهتمون بالشأن الإيراني أن الحديث عن ضرب إيران وإن كان مستبعدًا في السابق فإنه بات ممكنًا إن لم يكن قريبا في ضوء الاهتمام الامريكي المتزايد بهذا الامر والمتمثل فى اقتراب ايران من امتلاك مكونات القنبلة النووية بحسب السى اى ايه والموساد وفي ضوء ارتفاع وتيرة المطالبة بضرب ايران في الولاياتالمتحدة واسرائيل وفي ضوء ارتفاع حدة المخاطر من الغطرسة الايرانية واصرار طهران علي المضي قدما في تملك القنبلة النووية. وقالوا ان من يتابع وسائل الاعلام الاقليمية والدولية، فانه يستشف بوضوح ان احتمال ضرب ايران عسكريا وانه أصبح الآن قائمًا بصورة أكبر من أي وقت مضى. ياتى هذا فيما أفادت صحيفة هآرتس العبرية في عددها الصادر امس بأن امريكا واسرائيل تستعدان لإجراء تمرين عسكري «سيكون الأكبر في تاريخ الجانبين»، دون أن يتم تحديد موعده. وفى السياق اكد الخبراء ان التسريبات التي ترد من الولاياتالمتحدة واسرائيل على وجه الخصوص تشير إلى أن التحضيرات والاستعدادات لضرب ايران جارية على أكثر من مستوى وصعيد حتى لو لم يكن هناك قرار بتوجيه ضربة عسكرية لايران الآن، أو حتى لو سمعنا مرارًا وتكرارًا بأن الجهود الدبلوماسية لم تستنفد بعد. وأكد اللواء سامح سيف اليزل رئيس مركز الجمهورية للدراسات الاستراتيجية أن هناك ارتفاعا واضحا في وتيرة القوى المطالبة بضرب ايران عسكريا وارتفعت اصوات مما نسميهم الصقور في واشنطن تطالب بضرورة كسر العنجهية الايرانية ومضيها قدما في مساعي خلق امبراطورية وهمية تقف في وجه العالم وساعد على ذلك عدم وجود ارتياح من الدور الايراني في المنطقة العربية. وقال ان ايران اصبحت بهذه السياسات تمثل عامل قلق وعدم ارتياح بسبب تمسكها باحتلال الجزر الثلاث في الامارات سعيها لامتلاك القنبلة النووية لتكون في الواجهة الدولية للضغط علي الولاياتالمتحدة. واشار سيف اليزل الى ان كل هذه العوامل باتت مشجعة لضرب ايران ولكن في نفس الوقت لا تزال القوى الدولية غير قادرة علي اتخاذ قرار حيث لا تستطيع الولاياتالمتحدة ولا اسرائيل ضرب ايران بمفردها والا ستتحول المنطقة الى كرة من اللهب دون غطاء شرعي ودولي ولابد ان تحصل الولاياتالمتحدة على اجماع دولي بضرب ايران حتى يتوافر لها الغطاء الدولي المناسب والشرعية المطلوبة وسياساتها. من جانبه أكد اللواء حسام سويلم الخبير العسكري المصري ان وتيرة الحديث عن ضرب ايران ارتفعت مجددا خاصة في الدوائر الاسرائيلية والامريكية وهو ما يعكس الرغبة الامريكية في ضرب ايران علي خلاف ما كان يحدث في السابق، حيث كانت واشنطن تفضل المساعي الديبلوماسية خاصة مع ابتعاد اليمين المتشدد عن الحكم وحدوث حالة من التهدئة مع مجيء اوباما للحكم ولكن هناك مخاوف متصاعدة من الدور الايراني في المنطقة العربية في المرحلة القادمة. ولكن في ذات الوقت فإن المحاذير الكثيرة تقف حجر عثرة امام القيام بهذه الخطوة سواء فيما يتعلق بقوة ايران وتحالفاتها الدولية والاثار المترتبة علي ضربها، حيث لن يمثل ضرب ايران محاولة لاقصاء نظام حكم كما حدث مع الرئيس العراقي صدام حسين ولكنه محاولة لاقصاء «معسكر»يستولي على مقاليد الحكم كما ان الولاياتالمتحدة تدرك انه في حال ضرب ايران فان ذلك سيزيد من حدة الازمات الدولية وتصاعد العنف مجددا وبروز الارهاب المنظم الذي يطال المصالح الامريكية ويرى اللواء حسام سويلم ان ضرب ايران ليس سهلا وليس وشيكا فالمحاذير كثيرة كما ان الدواعي لتوجيه ضربة من وجهة النظر الامريكية كثيرة.