لقي اختيار الأمير نايف بن عبدالعزيز وليًا للعهد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء ترحيبًا واسعًا في مختلف الأوساط المحلية والدولية.. فالأمير نايف شخصية معروفة عالميًا وداخليًا، ومشهود له بالكفاءة فيما يتولاه من مسؤوليات، وقال باراك أوباما، الرئيس الأمريكي، في بيان صادر عن البيت الأبيض، بعد إعلان الأمير نايف وليًا للعهد أن «الولاياتالمتحدة تعرفه وتحترم التزامه بمكافحة الإرهاب ودعم السلام والأمن في المنطقة».. وتوالت الاتصالات المباشرة والتصريحات من مختلف قادة وزعماء العالم مرحبة بنايف بن عبدالعزيز وليًا لعهد المملكة العربية السعودية. وداخليًا تناول الكتاب والمحللون والمعلقون هذا الأمر بالترحيب، واستقبله أبناء المملكة بالابتهاج.. فبالرغم من أن اختياره وليًا للعهد كان أمرًا متوقعًا إلا أن أمور الدولة لا تعتمد عادة على التوقعات، وإنما تمر بمراحل اتخاذ قرار تعتمد على أمور أكثر تعقيدًا من ذلك.. لذا فإن اختيار الأمير نايف بن عبدالعزيز وليًا للعهد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للداخلية، يؤكد القناعة بكفاءة وقدرة هذا الرجل الذي يعتبر خبيرًا بكل شؤون الدولة داخليًا وخارجيًا. وللأمير نايف دور رئيسي في الكثير من أمور الدولة فهو رئيس لعدة لجان منها: لجنة الحج العليا والمجلس الأعلى للإعلام، ومجلس القوى العاملة ومجلس إدارة صندوق التنمية البشرية، ومجلس إدارة الهيئة العليا للسياحة، وهيئات أخرى.. إلى جانب ذلك يتولى الإشراف العام على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية للمملكة، وقدمت له منظمة (الأونروا) جائزة المانح المتميز، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ومنح الجائزة كأول شخصية عالمية تقديرًا منها لجهوده وإسهاماته الكبيرة في العمل الإنساني من خلال دعمه للوكالة.. كما منح جائزة التميز للأعمال الإنسانية لعام 2009م من الكونجرس الطبي الدولي في بودابست، وذلك تقديرًا للدور الإنساني الذي يقوم به بالإشراف العام على اللجان والحملات الإغاثية والإنسانية السعودية لمساعدة الدول المتضررة. وأقيمت أقسام وكراسي تحمل اسم الأمير نايف بن عبدالعزيز في الجامعات تتولى الدراسات والبحوث في عدة مجالات ومنها قسم الأمير نايف بن عبدالعزيز للدراسات الإسلامية واللغة العربية في جامعة موسكو، ومعهد الأمير نايف للبحوث والخدمات الاستشارية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وكرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وكرسي الأمير نايف لتنمية الشباب في جامعة الأمير محمد بن فهد في المنطقة الشرقية، إلى جانب العديد من المراكز العلمية التي ساهم سموه عبرها في نشر المعرفة ودعم الدراسات الأكاديمية. ومن الأعمال الأمنية لسموه التي يتحدث عنها الكثيرون في الداخل والخارج فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب؛ تلك التجربة السعودية المميزة عبر تنفيذ برنامج لتأهيل الموقوفين بقضايا إرهابية يتضمن مناصحة الموقوفين قبل محاكمتهم، ثم رعايتهم بعد قضاء محكوميتهم في مساكن خاصة.. ويشمل البرنامج التأهيل النفسي والعملي لإعادة دمج الموقوفين في المجتمع.. وأشاد مجلس الأمن الدولي بهذا البرنامج عام 2007م حيث ثمن الجهود السعودية في تأهيل ومناصحة الموقوفين، ودعا إلى تعميمها عالميًا والاستفادة منها، وهو ما تم فعلًا في أكثر من بلد عانى أو يعاني فيه من آفة الإرهابيين. يتميز الأمير نايف بن عبدالعزيز وهو يتولى ولاية العهد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء بخبرة واسعة في مختلف المجالات ويتمتع بنظرة ثاقبة حكيمة في معالجته لمختلف القضايا وله دور نشط في معالجة كل الملفات الصعبة من الإشكالات الداخلية إلى الخارجية، ومن الإرهاب إلى البطالة، ومن العلاقات الداخلية المتشعبة إلى العلاقات الخارجية الأكثر تشعبًا، ومن الشؤون الاجتماعية إلى القضايا الاقتصادية؛ بما في ذلك التجارة والصناعة والخدمات بكل أشكالها.. وهو في مركز القادر على مواجهة التقلبات والتحديات التي تمر بها المنطقة هذه الأيام، متسلحًا بالخبرة والفكر السديد والحزم في بت الأمور.. ويُقدَّر له أنه صانع الاستراتيجية السعودية المستقلة في مواجهة الإرهاب ومحاربته. اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمير نايف وليًا للعهد نائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للداخلية كان اختيارًا صائبًا، يُؤكِّد بُعد نظر قائد البلاد وحكمته، والتوفيق في اختياره للرجال المميزين ذوي الكفاءة العالية في المواقع المناسبة.. فهنيئًا للبلاد وللمواطنين بهذا الاختيار الموفق لولي العهد نايف بن عبدالعزيز.. وفقه الله وسدد خطاه.