افعل ما شئت .. المهم أن يظهر فعلك أمام الجهات المختصة نظامياً لا تصل يد القضاء إليه ولا ينتهي بالإدانة .. حتى لو أدى هذا الفعل إلى ظلم وإساءة إلى قطاع من المواطنين قل عددهم أم كثر سيان؟! هذه القاعدة التي يعتمدها بعض رجال الأعمال في شتى مناحي تعاملاتهم تخضع للمثل المعروف الذي يقول: "إللي تكسبه .. العّبه!!". فهم يمارسون ما يدعونه الإخوة المصريون "لعبة الثلاث ورقات" التي تعتمد على "الفهلوة" و"خفة اليد" فيقف النصاب بثلاث ورقات كوتشينة تحمل صور البنت والولد والشايب ويصيح : بص .. بص .. بص، ومع كل "بصة" .. "نصبة"، لينتهي الأمر بتشليح الزبون نقوده، و"ضربه على قفاه"!! من هذه الممارسات ما نشرته صحيفة الاقتصادية مؤخرا حول قيام شركة تموين كبرى بتوظيف سعوديات برواتب لا تتجاوز 500 ريال للعمل في مقاصف بعض المدارس بوظيفة "مساعدة بائعة". وبينما تنص التعليمات الرسمية على وضع حد أدنى للأجور في حدود 3000 ريال، فإن الشركة تجاوزت ذلك، بل أن الموظفة لا تحصل على راتب خلال الإجازة الرسمية، وبينما يشير العقد إلى أن مدة العمل ساعتان فقط فإن الموظفة تعمل في الواقع بدوام كامل 8 ساعات يوميا. أما المثير للأمر هو أن الشركة تعمد أيضا إلى عدم التوقيع على نسخة العقد التي تسلم للموظفة!! وهكذا فإن المحصلة النهائية هي أن مثل هذه الشركات تمارس وب"طريقة نظامية" لعبة الثلاث ورقات (غش- تدليس – فهلوة) ... بأقل قدر من الخفة والمهارة، وبأقصى قدر من الرعونة وضيق الأفق لتخرج في النهاية بأرباح غير مشروعة؟!