دقق جيدًا قبل اتهامي بالإغراق أو بالغرق في نظرية المؤامرة، فإن شئت واتهمتني فهذا شرف لا أنكره وتهمة لا أدعيها أو العكس. دقق جيدًا في أي مشهد عربي جميل ولاحظ البصمة السيئة التي تُطبع عليه أو تُضاف إليه قبل الطبع! دقق وسترى مدى الحرص على إظهار الدين الإسلامي الحنيف «دين عنف ودم وهمجية» وإبراز الباصمين ذوي اللحى وهم يرددون الله أكبر الله أكبر. دقق فيمن رفع شعار «صوت المرأة الانتخابي في مصر وتونس عورة».. دقق في عمليات القتل والخطف والحرق مصحوبة بشعارات الله أكبر الله أكبر.. النصر للإسلام والمسلمين. ولماذا تذهب بعيدًا دقق فيمن حرص على التمثيل بجثة القذافي على الهواء مباشرة مصحوبة بنفس الشعارات ونفس أشكال الفاعلين.. تابع وكالات الأنباء والقنوات الفضائية العالمية التي نحت الحديث عن ثورة ليبيا ضد الظلم والقهر والاستبداد وراحت تعزف على وتر عنف المسلمين وحبهم للدم. ولماذا تجهد نفسك استمع أو اقرأ لكلمة الرئيس الأمريكي «المنصف» حتى وقت قريب للإسلام والمسلمين وهو يقول بعد التمثيل بجثة العقيد «لم أكن أظن أن الرقص على جثث الأموات من أخلاق المسلمين.. أو كما قال. ولماذا تلوم أوباما؟ اقرأ ما سطره كاتب أو مفكر عربي شهير عن أن «الذين دافعوا عن تصرف الثوار الليبيين الهمجي كانوا في الغالب من «أصحاب اللحى» لماذا تلوم أوباما وأنت تخصص البرامج والندوات في العواصم الإسلامية لمناقشة طرد غير المسلمين أو دفع الجزية؟ لماذا تلومه وتلوم غيره وأنت تظهر الإسلام في الدول الإسلامية كارهًا للبشر وللدنيا بما فيها ومن فيها؟ دقق جيداً فيما يكتب ويحكى ويشاهد ويسمع، وستلاحظ تناغم منظومة إبراز الإسلام كعدو دائم وإبراز المسلمين همجيين وحشيين وغير قابلين للتفاهم والحوار.. ستلاحظ أيضاً تشويهًا صريحًا ومتعمدًا لكل الأعمال الوطنية النبيلة التي تستهدف المساواة والكرامة والعدالة الاجتماعية بحيث تبدو سوداء قاتمة عنيفة محبة للدم باعتبار أن هذه هي الصورة المطلوبة للإسلام والمسلمين. دقق جيدًا في المحاولات المستميتة للانحراف بصورة الإسلام والمسلمين تارة أقصى اليسار وأخرى أقصى اليمين فالمهم ألا تبدو أمام العالم «وسطية» حتى لا يسقط مبرر التنفير والتحذير.