أفادت صحيفة "بيلد" التي تصدر في جنوب أفريقيا أمس أن مجموعة من المرتزقة من هذا البلد ما زالت في ليبيا تحاول إخراج سيف الإسلام القذافي، ابن الزعيم الليبي السابق معمر القذافي من هناك، فيما أعلنت مصادر أمنية نيجرية ومالية أن الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الليبية عبدالله السنوسي الملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية دخل إلى مالي عبر النيجر مع بعض من رجاله. وتحدثت صحيفة رابورت التي تصدر باللغة الأفريكانية أيضًا أمس إستنادًا إلى مصادر لم تذكرها عن 19 مرتزقة من جنوب أفريقيا تعاقدت معهم شركات جنوب أفريقية مرتبطة بالقذافي للمشاركة في حماية العقيد وأقاربه. وقد فر سيف الإسلام الذي كان يعتقد أنه سيخلف والده معمر القذافي من طرابلس مع الزعيم الليبي السابق وشقيقه المعتصم قبل المعركة ولجأوا إلى سرت، وقتل معمر القذافي وابنه المعتصم لكن سيف الإسلام فر من قوات المجلس الوطني الانتقالي. وأفاد مسؤول من الطوارق " يبدو أنه توجه إلى حدود ليبيا والنيجر حيث يحاول اللجوء". وقالت صحيفة بيلد أن طائرات بانتظار أمر الإقلاع لنقل المرتزقة، وربما سيف الإسلام، عندما تسمح الظروف بذلك. وفي نهاية أغسطس أفادت معلومات صحافية أيضًا أن مجموعة جنوب أفريقية نقلت من طرابلس إلى نيامي(النيجر) كمية من الذهب والعملة الأجنبية والماس لحساب القذافي. وبعد شهر ساعد مرتزقة جنوب أفريقيين على ما يبدو زوجة معمر القذافي صفية وابنته واثنين من ابنائه هانيبال ومحمد على الفرار، كما أفادت بيلد. وأكدت ريبورت أن اثنين من المرتزقة على الأقل قتلا في الهجوم الذي شنه طيران الحلف الأطلسي على قافلة القذافي بينما جرح آخرون ما زالوا مختبئين في ليبيا، فيما لم تشأ وزارة الخارجية الجنوب أفريقية التعليق على هذه المعلومات. إلى ذلك، قال مصدر أمني نيجري رفض الكشف عن اسمه أن "عبد الله السنوسي وصل إلى الصحراء المالية قادمًا من النيجر". وأكد مصدر أمني مالي هذه المعلومات في إتصال من شمال مالي موضحًا أنه "جاء إلى الصحراء المالية مع مجموعة صغيرة من رجاله". يشار إلى أنه أمكن رصد تحركات لعبدالله السنوسي وسيف الإسلام نجل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي الذي قتل قبل أسبوع في سرت مسقط رأسه، الثلاثاء قرب الحدود بين ليبيا والنيجر، كما قال مسؤولون من الطوارق النيجرية. والاثنان ملاحقان بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. من جهة أخرى، حكم على السنوسي غيابيًا بالسجن المؤبد أمام محكمة الجنايات في باريس في مارس 1999 لضلوعه في الاعتداء على طائرة "دي-سي 10 يوتا" عام 1989 الذي أوقع 170 قتيلاً.