قال الضَمِير المُتَكَلّم : رائع ذلك الشعار الذي رفعته ( التربية والتعليم ) باعتبار هذا العام ( عام المعلم والمعلمة ) تقديراً لهما وتكريماً لعطائهما ؛ وهما يستحقان الكثير ؛ فهما من يصنع الأجيال ، وبالتالي يصنع الوطن !! ولكن المنطق والعقل يقولان : قبل التكريم والدلال الإضافي الذي تقوله ( التربية ) ؛ لابد أن ينال ( المعلم والمعلمة ) حقوقهما العادلة التي كفلتها الأنظمة والأعراف ؛ إليكم ما وصل من حكايات : * ( مُعَلمة غَلبانة ) : تمّ تعييني في قرية نائية أصحو مع السَّحر ، أودع صغاري ؛ فلست أدري ؛ هل أراهم مرة أخرى أم أكون ضحية تلتهمني حوادث الطرق؟! أعود قُبَيل المغرب منهكة مجهدة ؛ هذا سيناريو يومي الوظيفي ، رَضِيتُ بذلك ؛ فالمساواة في الظلم عدالة ، وأنا مِثل زميلاتي !! لكن الطّامة أن هناك معلمات تمّ التعاقد معهن بصورة استثنائية داخل المدن ، وطبعاً كان طريقهن للوظيفة ( الواسطة ) ؛ وقرار تثبيتهن سوف يكون ( داخل المدن ) ؛ أما نحن يا مَنْ كُنّ نُعَاني البعد لسنوات ، فلا عزاء لنا ؛ ألسنا الأقدم والأولى ؟! ( لا نريد التكريم نُطالب بالمساواة فقط ) !! * ( معلم تَعِيس ) كان قَدري التدريس لأكثر من عشرين ( حِصّة في الأسبوع ) في فصول دراسية يزيد عدد طلابها عن الأربعين ؛ إضافة لتكليفات إدارية ؟! فكيف أعطي ؟! كيف أبدع ؟! ( لا أبحث عن التكريم ؛ أريد حقي فقط ) !! * (معلمة مسكينة ) : طوال سنوات الخدمة العديدة كنت أحصل على تقدير امتياز في أدائي الوظيفي ؛ وبمجرد أن أخذت إجازة فرضتها ظروفي الأسرية ؛ كانت مكافأة عَطَائي وتَمَيُّزي أَنْ كان نصيبي من التقييم ( درجة ستين فقط ) ( تكريمنا بإعطائنا حقوقنا) !! * ( معلمون ومعلمات ) : نعاني من الغربة والسفر وتبعاته ونفقاته ؛ فرحنا بخبر حركة التنقلات الإلحاقية التي سبق أَنْ أكدتها عدة تصاريح ( لمسئولي التربية ) ؛ بناء على التعيينات الجديدة للمعلمين والمعلمات التي جاءت بها القرارات الأخيرة !! ولكن أصبح ما نسمعه مجرد وعود وتصاريح ؛ فلماذا لا يشعر المسئول بمعاناتنا ؛ وكيف يستوي في الراتب والحوافز ( معلمان ) أحدهما يسكن مع أسرته في مدينته بجوار المدرسة ، وآخر يتكبد السفر ومصاريفه ؟! ( تكريمنا منحنا حقوقنا ) !! تلك صور بسيطة تكشف شيئاً من فصول معاناة العديد من المعلمين والمعلمات ؛ ومنها وعليها أعتقد أن تكريم المعلم والمعلمة يبدأ بإعطائهما حقوقهما ، والتخفيف عنهما ، وحمايتهما من تجاوزات بعض المسئولين ، والطلاب ، وأولياء الأمور ، وإعادة الهيبة لهما ! ثم دراسة سُلّم الراتب والحوافِز الخاصة بالمدرسين والمدرسات ؛ أيضاً لابد أن يكون هناك حَدّ أعلى للجدول الأسبوعي لا يزيد عن ( 18 حصة ) ، وما زاد عنها يكون بمكافأة مقطوعة ، وكذا رصد بدلات للإداريين من مدراء المدارس ووكلائها ، مع بدلات مجزية تشجيعية لمعلمي ومعلمات المناطق النائية !! أما التكريم فواجب ولكن ليس بالشعارات والعبارات ؛ وإنما بالتقدير المعنوي أولاً ، ثم بالتأمين الصحي ، وبدل السكن ، وبخصومات في الرسوم لدى المؤسسات الحكومية والخاصة ! ألقاكم بخير والضمائر متكلمة . تويتر : @aaljamili