في ستة أقسام كل قسم يتناول مساءلة النص الروائي لكل دولة من دول الخليج على حدة، والتي كانت تعد في عُرف بعض من مؤرخي الأدب ونقده غير قادرة عن استنبات الرواية وفق ما يورده المؤلف في مقدمة الكتاب، فهي بنظرهم لا يمكن أن تحتضن في رمالها إلا الشعر, ولكن المشهد الأدبي الراهن بهذه المنطقة يؤكد أن تلك الرمال لا تنبت الشعر وحده, وإنما تنبت وتبدع سائر الأنواع الأدبية الأخرى. بهذه التقسيمات أصدر مشروع قلم التابع لهيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاب «مساءلة النص الروائي في السرديات العربية الخليجية المعاصرة» للمؤلف الأستاذ الدكتور الرشيد بو شعير، من جامعة الإمارات العربية المتحدة. ويضم الكتاب حصاد ما يقرب ثلاث عشرة سنة من تتبع للحركة الروائية بمنطقة الخليج العربي، وموضحاً أنه كان للصوت النسوي حضور لافت في هذه الظاهرة الروائية الخليجية, وهو ما ينمّ عن تنامي وعي المرأة الخليجية, وانخراطها في مسيرة التاريخ المعاصر. وجاء «مساءلة النص الروائي في السرديات العربية الخليجية المعاصرة» مزدوجاً في سمته, رامياً إلى سلوك سبيل الوسطية بين النزوع النقدي المتطرف, والنزوع النقدي التاريخي. كما حاول أن يسائل النص الروائي في منطقة الخليج العربي متجنباً التقيد بمدخل واحد؛ لأن ذلك يفضي إلى نمط معرفي معين، ذي علاقة بالبناء الفكري أو الجمالي، فتبني منهج واحد يعد من باب المستحيل، لذا لا بدّ من اللجوء إلى مناهج متنوعة تاريخية واجتماعية وبنائية وفنية، بوصفها أدوات ناجعة في محاصرة الظاهرة الروائية في المنطقة لافتاً المؤلف نظر القارئ الكريم إلى أنه فضل نشر بعض البحوث الأخرى المتصلة بالرواية الخليجية في كتب مستقلة, مثل الكتاب الموسوم:»مساءلة النص الروائي في أعمال عبد الرحمن منيف», وكتاب:»عبد الله خليفة كاتباً وروائياً, والكتاب الموسوم:»صراع الأجيال في الرواية الإماراتية», فضلاً عن «معجم الكتاب الروائيين في الخليج العربي», وذلك حرصاً على توازن توزيع مادة الكتاب على أقسامه الستة.