في هذا اليوم الذي تغمر فيه الفرحة أرجاء الوطن وهو يعيش الذكرى المجيدة لولادة كيانه الشامخ، تعود إلى الذاكرة أمجاد هذا الوطن العزيز الذي برهن عبر 81 عامًا من الوحدة والثبات والإنجاز إنه وطن مختلف عن غيره من الأوطان، حيث يظل التفرد عنوانًا لمسيرته المباركة منذ فجر التكوين عندما آلى القائد المؤسس والباني العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله - على نفسه أن يسترد ملك الآباء ويجمع الشتات ويوحد البلاد في حلم واحد كان يبدو صعب المنال عندما بدأت المسيرة في ظل حالة التفكك والانفصال والنزاع وفقدان الأمن التي كانت تعيشها البلاد. كان مظهر التفرد الأول عندما تجاوزت الإنجازات آفاق الحلم الكبير إلى آفاق أرحب، وهو ما تمثل في تلك النهضة الشاملة التي يعيشها الوطن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز-يحفظه الله- وحيث أصبح لكل مواطن قصة يحكيها عن مطالبه وتطلعاته وآماله التي تحققت، وأصبحت للمملكة مكانتها البارزة على الخريطة الدولية في دعوتها للسلام ومواجهتها الإرهاب، وفي تبنيها لثقافة الحوار على صعيدي الداخل والخارج، وفي تصحيح صورة الإسلام لدى الغرب ووضعها في إطارها الصحيح وفق رسالته الخالدة التي تدعو إلى التسامح والوسطية والاعتدال. مظهر تفرد آخر تمثل في العلاقة الحميمة بين القائد والمواطن ضمن شراكة وجدانية ووطنية لا مثيل لها بين الأوطان، وهو ما ميز الوحدة الوطنية على أرض الوطن الغالي ليجعل منها غاية تسعى إلى تحقيقها سائر البلدان. أما مظهر التفرد الثالث الذي نعتز فيه في يوم الوطن، فهو وضع الأمن والاستقرار والرفاهية الذي تعيشه بلادنا، فيما يعاني غيرنا من غياب الأمن وتهديدات الانقسام والانفصال والحروب الأهلية والتدخل الخارجي، وفيما يعيش العالم أزمة اقتصادية خانقة. اليوم لابد وأن ننظر من حولنا، وننظر إلى صروحنا الشامخة، ونستعرض معًا إنجازات الوطن، وسوف ندرك على الفور أن المسيرة السعودية حققت إنجازات لا تعد ولا تحصى في زمن قياسي، وأن تلك المسيرة لا تزال مستمرة بحمد الله وتوفيقه على أسس التوحيد والوحدة ومبادىء العقيدة السمحة، ومنهج الإصلاح والتطوير التي جعلها القائد المؤسس ركيزة البنيان، وحافظ عليها وسار على نهجها القويم أبناؤه البررة، حتى أصبحت في عهد خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله - عنوانًا للمجد.