يأتي انعقاد المؤتمر العالمي حول ظاهرة التكفير»الذي تنظمه في المدينةالمنورة جائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة، بدءًا من اليوم بمشاركة عشرات الباحثين والباحثات من مختلف أنحاء العالم، يأتي هذا المؤتمر حلقة جديدة في سلسلة الحلقات العديدة والمتوالية التي تقوم بها المملكة على صعيد محاربة الإرهاب أيًّا كانت أشكاله، وطرائقه، والعمل على اجتثاث آفته من هذه الأرض الطاهرة، ومواجهة الفكر الضال، والتوعية بأخطاره، وأيضًا تصحيح المفاهيم الخاطئة حول الإسلام التي عملت وسائل الإعلام الصهيونية، والأحزاب الأوروبية المتطرّفة على نشرها في المجتمعات الغربية، وساعدهم في ذلك أنصار هذا الفكر السقيم، الذين ينتمون إلى التنظيمات الإرهابية من خلال عملياتهم الإرهابية القذرة التي ركزت بشكل خاص على المدنيين الأبرياء فساهموا من خلال تلك الجرائم على إعطاء المبرر لأعداء الإسلام لتقديم صورة نمطية مشوهة للإسلام والمسلمين. الجهود السعودية في التصدي لهذه المخاطر، بدءًا من المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض عام 2005، مرورًا بالمؤتمرات، والندوات، وحملات التوعية بمخاطر هذه الآفة الخبيثة، ومبادرات خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وصولاً إلى هذا المؤتمر، هذه الجهود عكست في المحصلة إصرار المملكة على اجتثاث هذه الآفة الخبيثة من تربة الوطن، لاسيما وأن المملكة عانت كغيرها من بلدان كثيرة من هذه الظاهرة الإجرامية، التي أدّت إلى سفك دماء الأبرياء، واستباحة أرواح الآمنين، وإعطاء المتطرّفين الغربيين والصهاينة الفرصة لتشويه صورة الإسلام. الهدف الأساس من المؤتمر، وهو التوصل إلى نتائج إيجابية لمكافحة داء التكفير، والقضاء على أسبابه ومعتقداته، لا يمكن تحقيقه إلاّ بتنمية وتضافر الجهود العالمية، والوقوف صفًا واحدًا، وجبهة موحدة في مواجهة هذه المخاطر، والاقتداء بالتجربة السعودية في هذا المضمار التي تقوم على أساس أنه ليس بالقوة الأمنية وحدها يتحقق النصر على الإرهاب، إذ ينبغي أيضًا التصدّي للفكر المنحرف الذي يسعى شيوخ الضلالة، ودعاة التطرّف إلى نشره، وذلك من خلال فكر مضاد يرتكز على المبادىء السامية التي قام عليها الإسلام، والتي تتمثل في التسامح، والوسطية، والاعتدال، ومحاربة أنصار الغلو والتطرّف والتعصب، ودعاة فكر التكفير الذين تتمحور أهدافهم حول زعزعة الأمن، ونشر الفتن، وإشاعة الخوف، والإفساد في الأرض.