51% إشغال مرافق الضيافة السياحية    الذهب والفضة أبرز الملاذات الآمنة في 2026    الاتحاد يُعمّق جراح الشباب المتعثر    شرقي عن احتفالية "اللوتس": هالاند طلب مني فعل ذلك وأنا سعيد بتنفيذ وعدي    الاتحاد يتغلب على الشباب بثنائية في دوري روشن للمحترفين    ختام رائع لمهرجان كؤوس الملوك والأمراء 2025    محافظات جازان تبرز هويتها الثقافية والشعبية    لماذا نرغب بالحلوى بعد وجبة دسمة    الزيّ التراثي يجذب الأنظار في مهرجان جازان 2026    متى يكون فقدان الصوت خطيرا    تطورات ميدانية وسياسية في الحرب الروسية الأوكرانية    متحدث التحالف لدعم الشرعية في اليمن: التحركات العسكرية المخالفة سيتم التعامل معها لحماية المدنيين    التعادل الإيجابي يحسم لقاء القادسية وضمك في دوري روشن للمحترفين    فيليكس يُسطر أرقامًا مع النصر في موسم استثنائي    القبض على إثيوبيين في جازان لتهريبهم (108) كجم "قات"    البرلمان العربي يؤكد دعمه التام لوحدة اليمن    .. وتدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدًا في مدينة حمص    «صدى الوادي» يتجلى مع الطلاسي والتركي و«حقروص»    تقنيات التحكيم الحديثة تعزز دقة النتائج في مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور 2025    تصعيد حضرموت: تحذير للتحالف وتحركات لاحتواء الانفلات الأمني    رفض إفريقي وعربي لاعتراف إسرائيل بأرض الصومال    كوميديا التواصل الاجتماعي    على خشبة الموت    10 أيام على انطلاق كأس آسيا تحت 23 عامًا "2026 السعودية"    تحويل الفصول إلى مصانع صغيرة    مركز الحياة الفطرية ينفّذ برنامجًا تدريبيًا متخصصًا في نقل الكائنات الفطرية وإطلاقها بالمحميات    (117) دقيقة مدة زمن العمرة خلال شهر جمادى الآخرة    "مسرح مهرجان جازان يحتضن مشاركة محافظة صبيا في ليالي المحافظات"    هيئة الهلال الأحمر السعودي بالقصيم تكرم روّاد العطاء لعام 2025    «القيلة» متعة الحائليين    «واحة الأمن» تستعرض جاهزية الأفواج الأمنية في مهرجان الإبل    «أرفى» تكرّم الجهات الداعمة لمرضى التصلب المتعدد في حفل "خيركم سابق"    حملات ميدانية تضبط 18,877 مخالفًا لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود    موقف فابينيو من العودة للدوري البرازيلي    الجبيل تستعرض مقوماتها في مسار الاعتماد العالمي كمدينة صحية    منطقة "هذه جازان" تحيي فعاليات مهرجان جازان 2026 وتستقطب الزوار    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على انخفاض    انخفاض أسعار النفط عند التسوية    مدير هيئة الأمر بالمعروف بجازان يزور التدريب التقني ويبحث تعزيز البرامج التوعوية المشتركة    بيش تُضيء مهرجان شتاء جازان 2026 بهويتها الزراعية ورسالتها التنموية    السديس: حقوق العباد من أخطر أبواب الظلم ومواقع التواصل بيئة خصبة للبهتان    وزير الداخلية تابع حالته الصحية.. تفاصيل إصابة الجندي ريان آل أحمد في المسجد الحرام    سعيد بن قزعة أبو جمال في ذمة الله    القيادة تعزي رئيس المجلس الرئاسي الليبي في وفاة رئيس الأركان العامة للجيش الليبي ومرافقيه    هيئة محمية الملك سلمان الملكية تدشّن مبادرة الإصحاح البيئي في "وادي نايلات" بحائل .    رئاسة الشؤون الدينية تدعو قاصدي الحرمين إلى الالتزام بآداب وفضائل يوم الجمعة    جمعية التنمية الأهلية بأبها تحتفي باليوم العالمي للتطوع واختتام مشاريع 2025 ضمن "رواية عقد"    إنفاذ يشرف على 75 مزادا عقاريا لتصفية وبيع أكثر من 900 أصل في مطلع 2026    نائب أمير منطقة جازان يلتقي أيتام "إخاء"    نقاشات أمنية وسياسية تسبق لقاء نتنياهو وترامب.. حدود جديدة لإسرائيل مع غزة    الشيباني: العلاقات مع روسيا تدخل مرحلة إستراتيجية جديدة.. الداخلية السورية تتهم «قسد» بالتجنيد الإجباري في حلب    هندية تصلح عطلاً برمجياً في حفل زفافها    وزير الشؤون الإسلامية يستقبل سفير المملكة بنيبال    40 ألف متدرب مخرجات الأكاديمية الصحية    تنفيذاً لتوجيهات خادم الحرمين وولي العهد.. وزير الداخلية يطلع على مبادرات الجوف التنموية    سلطان عمان يمنح قائد الجوية السعودية «الوسام العسكري»    الإطاحة بطبيبة المشاهير المزيفة    النيكوتين باوتشز    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعليم.. وظيفة خارج نطاق الممارسة!
نشر في المدينة يوم 20 - 09 - 2011

التعليم مهنة مقدّسة، هي رسالة الأنبياء والرسل، ومهنة المبدعين، والمتفوقين، ولشرفها وأهميتها استحقّت أن تأخذ نصيب الأسد في ميزانية الدولة، واستحق مَن يقوم بها أن يُجلَّ، ويُقدَّرَ، ويُعطَى مُرتَّبًا يوازي جهده المبذول؛ فهو الذي يقوم على رعاية أهم مكونات الجسد البشري، ألا وهو العقل.
ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع هو ظاهرة تململ المعلمين من مهنتهم التي عُيِّنوا عليها، فترى بعضهم بعد مرور (أربع سنوات) فقط على خدمته يبدأ في البحث عن مَخرج من عملية تعليم الطلاب، ذلك لأن الوزارة فتحت أمامه أبوابًا عدّة يعرفها الجميع، ممثلة في (مشرف تربوي، مرشد طلابي، أمين مصادر، رائد اجتماعي، معلم موهوبين.. إلخ) يخرج المعلم من أيُّها شاء! وأرجو ألاَّ تضيق صدور زملائي القائمين على هذه المهن، فأنا لستُ ضدهم لكن من العدل أن ننصف الممارسين الفعليين لمقتضى المهنة. لا شك أن وزارة التربية والتعليم لم تقر هذه المهن إلاّ بهدف الرقي بالعملية التعليمية من جوانبها كافة، غير أن عملية تفريع المعلّمين لشغل هذه المهن أحدث أمرًا شعرت به الوزارة أم لم تشعر. هذا الأمر يتمثل في حالة من الشعور ب(الغبن والإحباط) لدى المعلمين، وهم يقومون بما تتطلبه مهنة التعليم المناطة بهم، في حين أن زملاءهم المفرَّغين المعيَّنين أصلاً على (المهنة نفسها) يمارسون غير ما أتوا من أجله برضا واختيار الوزارة! هذا بدوره انعكس سلبًا على بعضهم، وولَّد لديهم نوعًا من التراخي، بل قالوا علانية: كيف لغير الممارسين للمهنة أن يأخذوا من الأجر كما يأخذ المعلم الممارس لمهنته؟ هذا سؤال يستحق أن تقف وزارتا التربية، والخدمة المدنية أمامه بموضوعية تامة. فمعلوم أن المعلم هو مَن يقوم (بتعليم) الطلاب داخل حجرة الدراسة، أو ما شابهها، وعلى هذا تم تصنيف المعلمين على مستويات حسب الشهادات التي يحملونها، فكيف يأتي المعلم ويمارس مهنة غير (تعليم الطلاب)، ويتقاضى ما يتقاضاه المعلم الممارس للمهنة؟ وهل تَدافُع المعلمين إلى هذه المهن حبًّا فيها؟ ولو صُنِّفت هذه المهن على (غير المستويات) هل سنجد معلمًا يُقبل عليها؟ أنقلُ هنا وجهة نظر شريحة من المعلمين القائمين بمهنتهم الأساسية، تتلخص في أن تُصنَّف تلك المهن على نظام المراتب، ومَن أرادها فليتقدم لها، فالأجر على قدر المشقة، ويرى بعضهم أن يكون المتقدم لهذه المهن قد أمضى ما لا يقل عن (20) سنة -بدلاً من أربع سنوات- في مهنة التعليم، بحيث يكون قد أوفى بالكثير ممّا تتطلّبه، وقام بما يمكن القيام به تجاهها، ويرى بعضهم ألا يُفرَّغَ المعلم تفرغًا كليًّا، بل يأخذ ما لا يقل عن عشر حصص أسوة بعمداء الكليات، ورؤساء الأقسام بالجامعات الذين لا ينقطعون كلِّيًّا عن ممارسة المهنة، علمًا أن مهامهم أكبر، وهناك مَن يرى أن يُعطى المعلمون (بدل ممارسة) أسوة ببدل (القيادة) المقترَح حديثًا للمديرين، وهناك مَن يرى أن تُفعَّل عملية التدوير بحيث لا يبقى المفرغون في تلك المهن أكثر من دورتين، مدة كل دورة (ثلاث سنوات)، ثم يعودون لممارسة مهنتهم الأصلية لتحل محلهم وجوه جديدة، وبهذا يبقون في دائرة المسمَّى، ويبقون ممارسين لما أتوا من أجله ممّا يولد الشعور بالرضا لدى زملائهم المعلمين، وهذا بدوره يؤتي ثماره إقبالاً وتفانيًا وشوقًا لهذه المهنة الشريفة. العجيب في الأمر هو غبطة المفرَّغين لزملائهم المعلّمين حين يرون أن المعلمين (في راحة) وأنهم -أقصد المفرَّغين- على كواهلهم أعباء ثقيلة، و(يتمنون) لو ينعتقون منها، ويعودون إلى حجرات التعليم!! وهنا نسأل: مَن أمسك بأيديهم ومنعهم من الرجوع إلاّ تمسكهم بهذه المهن وارتياحهم لها؟ وإن كانوا (جادِّين) في قضية العودة فلن يمنعهم أحد منها، لكنهم يضخِّمون، ويهولون مهامهم حتى يغرسوا في غيرهم كراهيتها، والبُعد عنها. والأعجب من ذلك هو تمسُّك هؤلاء المفرغين (بأصول) مهنتهم حين تهب رياح (مَكرُمة) على المعلمين، حيث تراهم يشددون على أنهم في الأصل (معلمون)، ويعتزون بانتسابهم لهذه المهنة، وهم لا يمارسونها، وحين تنقضي المكرمة يعودون للتمسك بمسمياتهم الجديدة، ويفاخرون بها! لذا يجب أن نعطي مهنة التعليم حقّها من التميُّّز، فهي التي تقوم على (الكدّ الذهني، والجهد البدني) ومن الظلم مقارنتها بعملية التنظير، وملء الأوراق بإنجازات مُتَخيَّلة، أو إصدار قرارات، وتلقِّي خطابات، أو الانتشار في الميدان لحضور درس أو كتابة ملاحظة. وهنا أشير إلى أن تلك المهن ليست محطات استراحة؛ لأنها تتطلب جهدًا وافرًا يُبذَل فيها، غير أنه (لا يُقارن أبدًا) بالجهد المبذول في عملية تعليم الطلاب، فالبون بينهما شاسع جدًّا، ومن الظلم أن نقول إنهما متساويان في المشقة. بقي أن أقول إنني لم أُدرج (مديري مكاتب التربية والمدارس والوكلاء) مع الفئات السابقة؛ لأن مهامهم قريبة من مهام المعلمين، لكن ما أراه هو ألا يمضي المدير والوكيل (أكثر من دورتين)، مدة كل دورة (أربع سنوات)، يعود بعدها لممارسة مهنته الأصلية مثله مثل عمداء الكليات، ورؤساء الأقسام في الجامعات، حيث يُطبق عليهم نظام التدوير. وبذا يتحقق الرضا لدى المعلمين، ويتحقق التوازن بين طرفي المعادلة، ويأخذ كل معلم فرصته.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.