جرت في بنغازي الليبية أمس، مشاورات مكثفة بين أعضاء المجلس الوطني الانتقالي لوضع اللمسات الاخيرة على الحكومة الانتقالية، فيما تحاول قوات المجلس التغلب على فلول نظام معمر القذافي التي تبدي مقاومة عنيفة في آخر معاقلها. وفيما أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية أمس بيانا اعتبرت فيه المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا «ممثلا سياسيا» للشعب الليبي. أفادت صحيفة «صنداي تلغراف» أمس ان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير زار مرتين العقيد معمر القذافي بعد مغادرته السلطة في 2008 و 2009. ووسط تكتم شديد يحاول اعضاء المجلس الوطني الانتقالي بقيادة رئيسه مصطفى عبد الجليل تذليل الخلافات القائمة بين القوى المكونة للمجلس؛ لاعلان تشكيل الحكومة لتنطلق الفترة الانتقالية الجديدة التي من المقرر ان تستمر ثمانية اشهر، بحسب ما افادت مصادر متطابقة. وأشارت قنوات ليبية محلية خاصة الى ان الحكومة الانتقالية ستضم مابين 30 إلى 34 عضوا من مختلف مناطق ليبيا، واضافت احداها أن الحكومة الجديدة ستضم نساء. وافادت قناة النظام الجديد التلفزيونية «ليبيا الحرة» ان الحكومة الجديدة ستكلف بادارة المرحلة الانتقالية في انتظار انتخابات وصياغة دستور جديد. وكان مجلس الامن الدولي اعلن انه رفع جزئيا تجميد الاموال الليبية وارسال بعثة الى ليبيا لمدة ثلاثة اشهر. وفي بنغازي، توقع مسؤول في المجلس الانتقالي ان يظل احمد جبريل في منصبه رئيسا للوزراء ومكلف بالشؤون الخارجية، وعلى ترهوني المكلف حاليا المالية والنفط، نائبا لرئيس الحكومة ومكلفا المالية والاقتصاد، بينما يعين اسامة الجويلي وزيرا للدفاع، وعبد الرحمن بن يزا وزيرا النفط. وكان اعلن المجلس الوطني الانتقالي المنبثق عن الثورة التي اطاحت بمعمر القذافي والذي اقرته الاممالمتحدة ممثلا للشعب الليبي، في الثاني من سبتمبر انه ينوي قيادة البلاد طيلة ثمانية اشهر حتى انتخاب جمعية تأسيسية وانتخابات عامة في مهلة لا تتجاوز سنة. لكن موفد الاممالمتحدة يان مارتن اكد أن مهلة الأشهر الثمانية لن تبدأ الا عندما تعلن السلطات الجديدة التي انها تسيطر حاليا على 90 % من الاراضي، «تحرير» البلاد تماما. وفي سرت، مسقط رأس القذافي (360 كلم شرق طرابلس) حققت قوات الثوار تقدما في المدينة السبت، لكنها اضطرت الى التراجع ليلا تحت نيران قوات القذافي دون التمكن من تأمين المواقع المتقدمة التي كسبتها. وقتل ما لا يقل عن 24 مقاتلا وجرح اربعون في صفوف الثوار في قصف قوات القذافي التي استعملت الصواريخ والمدفعية الثقيلة والقناصة المتبرصين للدفاع عن معاقلها حيث الوضع متقلب. إلى ذلك، افادت صحيفة «صنداي تلغراف» ان رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير زار مرتين الزعيم الليبي السابق معمر القذافي بعد مغادرته السلطة في 2008 و 2009. وقالت الصحيفة : إن بلير الذي ترك السلطة في يونيو 2007 قام بزيارة ليبيا في يونيو 2008 وابريل 2009 انطلاقا من سيراليون مستخدما طائرة وضعها في تصرفه النظام الليبي السابق، وذلك نقلا عن وثائق عثر عليها في طرابلس بعد سقوط القذافي. وبعيد الزيارة الثانية تم الافراج عن الليبي المحكوم عليه في قضية اعتداء لوكربي لاسباب انسانية لانه مصاب بسرطان. والافراج عنه كان احد المطالب الدائمة لليبيا خلال كل لقاء ثنائي.