إشكالية مستمرة تبدو ولا حل لها، لأن أصحابها يقولون إن الوقت جزء من الحل، في حين يقول المتضررون منها إن الوقت هو المهم الوحيد! إنها مشكلة تأشيرات الدراسة التي يتأخر منحها للطلبة السعوديين العائدين من الولاياتالمتحدة في إجازة قصيرة تتخللها معاملة طلب تجديد التأشيرة المنتهية. هم عالقون في الوسط، فلا يُسمح لهم بالعودة إلى بلاد العم سام لاستكمال دراستهم التي بقي عليها القليل، ولا هم يجدون ما يشغلون به فترة الانتظار الطويلة. العذر الجاهز لدى الممثليات الأمريكية هو الإجراءات، ويُقصد بها الأمنية، أي تلك الرحلة الطويلة التي يستغرقها أي اسم في قائمة الاشتباه صوابًا أو خطأ. الرحلة تعني التنقل من دائرة أمنية إلى أخرى ربما زادت على العشرة. ولست أدري إن كان بوسع الأمريكان تقبل مقترح بسيط قد يحل الإشكال الكبير! الحل يبدأ من الولاياتالمتحدة، وهو لكل طالب سعودي يخطط مسبقًا لقضاء إجازة في الوطن، ليطلب تجديد التأشيرة الموشكة على الانتهاء أو المنتهية فعلًا. لماذا لا يسمح نظام التأشيرات الأمريكي بتشجيع الطالب الراغب في تجديد التأشيرة على التقدم مبكرًا خلال وجوده هناك، كي تأخذ كل إدارة أمنية (راحتها) في البحث والتدقيق والتأكد الجازم من أن سجله الأمني خالٍ من الشوائب ناصع كالثوب الأبيض، حتى يمكن منحه التأشيرة المطلوبة حال تقديمه عند عودته إلى المملكة، أو أن يكون في المقابل سجله أسود كالليل البهيم فيعود خاسئًا خاسرًا حال التقديم للتأشيرة حين يعود! الأسوأ من هذا، ذلك التأخير الذي ينقلب تلكؤًا دون مبرر لدى بعض السفارات الغربية حتى بالنسبة للراغبين في السياحة لا غير. ولعل السفارة الكندية خير مثال! ولذا أقترح عليها أن تناشد المواطن السعودي التقديم قبل السفر بعام كامل، لكن رجاءً لا تحتفظوا بالجواز لديكم فتحرموا صاحبه من الحركة طيلة العام، وكأن المن والسلوى والإكراميات والاحتفاليات في انتظاره حال وصوله إلى كندا. الحل الآخر أن يغلق القسم القنصلي الكندي أبوابه بالضبة والمفتاح، ويعلنها صريحة: (السعوديون ممنوعون من زيارة كندا.. حتى إشعار آخر). تأخير التأشيرة عقوبة. ولا (زيها) عقوبة.