اشتكت مراجعات لمركز الكلى بجدة مما وصفوه ب «سوء تعامل الممرضات» وتدني مستوى النظافة، فضلًا عن طول ساعات الانتظار التي تجعل غسيل الكلى مهمة مجهدة أكثر من المرض نفسه. وقد رصدت «المدينة» خلال جولة ميدانية في المركز جوانب من معاناة المراجعات اللاتي كن يتشاركن الأكل بسبب بقائهن لفترة طويلة في استراحة الانتظار، بينما فضلت أخريات أخذ غفوة على كراسي الانتظار، إضافة إلى الوضع المتردي لدورات المياه التي تتنافى تمامًا مع أبسط المتطلبات الصحية الواجب توافرها في أي مستشفى. سوء تعامل الممرضات بداية تقول أم حسين محمد والتي تعاني من مرض الفشل الكلوي منذ أكثر من 16 سنة وتراجع المركز بصفة منتظمة: «نحن نعاني من سوء تعامل الممرضات، لدرجة أن إحداهن قامت بسحب الكرسي الذي أتحرك بواسطته بشدة، مما جعلني اطلب منها أن تهدأ وتتركني ليقوم أحد المارة بدفعي، ولكنها لم ترد علي واستمرت في تجاهلي ومعاملتي بعنف لأنها أدركت أنني لا حول لي ولا قوة، هذا غير ساعات الانتظار الطويلة في الاستراحات وسوء نظافة الحمامات، كما أن مبنى المركز قديم جديد وهذا ما يلاحظه أي احد يزوره». حشرات في كل مكان وتضيف حسينية البدوي والتي تعاني هي الأخرى من الفشل الكلوي منذ 11 سنة: «لا بد من إعادة النظر في تعامل ممرضات المركز مع المرضى، يجب أن يراعوا الله فيهم وما يشعرون به من الألم بسبب الفشل الكلوي». وزادت: «كما أن المكان يعاني من شدة الإهمال وعدم النظافة، وهذا ما يلاحظه كل من يأتي إلى المركز زائرا أو مراجعا من خلال الحشرات المنتشرة في كل مكان ووضع دورات المياه السيئ، فضلا عن تعامل الممرضات العنيف مع المرضى، يجب أن يقف المسؤولون على شكاوى المرضى». الانتظار الطويل أما بدرية جمال والتي كانت تصطحب والدتها التي تجاوزت ال 70 عاما فتقول: ان أكثر مشكلة نتعرض لها في مركز الكلى هي ساعات الانتظار الطويلة، حيث ان بعض المراجعات يفرشن المقاعد لأخذ «قيلولة»، وأخريات يفرشن الطعام ويأكلن بسبب طول بقائهن من غير أكل، كما أن دورات المياه تعاني من الإهمال الكثير مما جعل بعض المراجعات يدخلنها بواسطة كمامات ليستطعن قضاء حوائجهن». وذكرت «في إحدى المرات طلبت منها إحدى الممرضات المساعدة في نقل المريضات، وذلك هروبا من مهمتها هي حتى تتمكن من إكمال حديثها مع صديقاتها، وحين قلت لها أن تقوم هي بعملها، لم تتردد في خدش يدي بأظافرها ولولا خوفي على والدتي كنت سأقف على هذا التصرف ولكني خفت أن تعامل والدتي بسوء اكبر». وعدونا بالتغيير، ولكن لا جديد أم محمد هي الأخرى كانت ترافق زوجها أثناء عملية الغسيل وقد تحدثت ل «المدينة» قائلة: «زوجي يعاني من الفشل الكلوي منذ 13 سنة، وهو يقوم بالغسيل 3 مرات في كل أسبوع، وتحصل معه العديد من المواقف السيئة، وقد تقدم بشكوى للعديد من المسؤولين بسبب تخلي العديد من موظفي المركز عن مهامهم، «بما فيهم المسؤولة الاجتماعية التي لا نعلم بوجودها ولا ترد على أي شكوى»، ووعد مدير المركز بتغييرها - حسب قولها - ولكن لم يأت شخص بديل حتى الآن». غياب الاختصاصية الاجتماعية «المدينة» سعت إلى الالتقاء بالاختصاصية الاجتماعية للاستماع إلى وجهة نظرها حيال ما ذكرته بعض المراجعات، ولكن لم نجد خلال جولتنا في المركز أي موظفة في المكتب المخصص للاختصاصية الاجتماعية، وحين سألنا الموظفات عنها أجبن بأنها لم تأت اليوم.