تتواصل أسعار المواشي في الارتفاع كلما اقتربت أيام عيد الأضحى المبارك، وتوقع عدد من العاملين في أسواق الأغنام، أن الارتفاعات تحدث بشكل تدريجي، نتيجة استعجال المواطنين شراء الأضاحي قبيل العيد، على الرغم من ثبات وتوافر سوق الشعير الذي كان أحد أهم الأسباب في زيادة أسعار الماشية خلال الفترة السابقة. وأكد مواطنون في الباحة إلى أن موجة الغلاء التي طالت أسعار الماشية في الفترة الأخيرة تشير إلى أن الاسعار مستمرة في الزيادة حتى وصلت إلى أرقام خيالية تتجاوز طاقة وإمكانيات أصحاب الأسر ذوي الدخل المحدود. ويقول المواطن فهد البيضاني : تشهد أسواق الماشية في منطقة الباحة ارتفاعًا كبيرًا في الأسعار خاصة مع اقتراب عيد الأضحى، مطالب في الوقت نفسه الجهات المعنية التدخل لوضع حد لما وصفه ب «جشع» بعض التجار. خاصة وأن اسعار الشعير والأعلاف حدث بها ثبات بل وانخفاض عما كانت عليه في فترة سابقة. ويقول المواطن خلف الغامدي: ما يحدث في سوق الأغنام يفوق الوصف، فالأسعار مستمرة في الزيادة بشكل كبير، مشيرًا إلى ان الخروف البلدي وصل إلى 1500 ريال وهو سعر مرتفع مقارنة باسعار الأشهر الماضية، قبل الموسم. ونوه إلى أن التجار يبررون زيادة الاسعار إلى قلة المعروض وبسبب الارتفاع السابق للشعير والذي أضر باقتصاد تجار المواشي. ويرى حسن الزهراني أن ارتفاع الأسعار في ظل الأعداد الهائلة من الأغنام بسوق الماشية غير مبرر وأن اسباب ارتفاع الاسعار يرجع إلى جشع بعض التجار الذي يستغلون المستهلك في جميع الاوقات والمكان ولم يعد يهمهم وقت شراء الأضحية. غرامات مالية وتساءل صالح العويفي عن الأسباب الحقيقية لارتفاع أسعار الاغنام التي وصلت الى ارقام غير طبيعية، كما يأمل من الجهات المعنية تحديد تسعيرة معينة لكل نوع من الاغنام وفرض غرامات مالية لمن يتلاعب في السعر. وقال المستهلك أبو فهد: إن الأسعار مرتفعة مقارنة بالعام الماضي ولا تتناسب مع أصحاب الرواتب المتدنية فالأسعار قد تصل إلى 1800 ريال للرأس. أما عبدالرحمن الغامدي فيقول: هناك من يقوم بالشراء قبل الزحام، من الان وقبل أن تصل الأسعار إلى أرقام خيالية، لا يستطيع معها شراء الأضحية، مشيرًا إلى أنه كان يتوقع ان تكون الأسعار منخفضة هذه الأيام، مع انخفاظ الاسعار المتعلقة بالاعلاف والشعير، ولكن الأسعار مرتفعة مقارنة بالعام الماضي، وأتوقع أن تزيد خلال الأيام المقبلة جراء الإقبال الكبير الذي سيشهده السوق. أما عائض الغامدي فيقول: اشتعلت أسعار الأغنام بكل أنواعها خاصة منذ دخول شهر رمضان مشيرًا إلى أن السوق لا يخضع إلى رقابة وأن بعض التجار يحددون الأسعار طبقًا لما يرونه على مدى الشهور والمواسم خلال العام. المواطن خميس الزهراني الذي اشترى خروف من نوع الحري بقيمة 1400 ريال بعد أن كان سعره قبل فترة وجيزة لا يتعدى 900 ريال، طالب وزارة التجارة وضع حد لجشع بعض تجار، حيث لا يرى مبررًا لزيادة الاسعار، كما يأمل من الجهة المعنية تحديد تسعيرة معينة لكل نوع من الاغنام حسب الوزن وفرض غرامات مالية لمن يتلاعب في السعر. من جهة ثانية تباينت آراء تجار المواشي حول أسباب ارتفاع الأسعار، ويقول بعضهم إن الأسعار لم تتغير عن السابق والبعض الآخر يرجع زيادة الأسعار بسبب قلة العرض وكذلك هطول الأمطار، ويبرر تجار المواشي ارتفاع الأسعار بارتفاع تكلفة النقل والأعلاف سابقًا والتي وصل سعر الكيس منها إلى 55 ريالًا. ويقول أحمد علي “تاجر ماشية”: هناك زيادة في الأسعار. ويبرر ارتفاعها بسبب التجار الموردين للأغنام، وأن الزيادة طبيعية وهذا وارد في مختلف السلع التجارية ولكن بحدٍّ معقول. أما محمد سعيد وعالي عبدالله وخاتم الزهراني، فيقولون: إن «الحلال» هذه الأيام نار ولا يستطيع أحد الشراء. ويقول متعب الغامدي «تاجر أغنام»: إن التجار يبيعون الأغنام بأسعار تتناسب والارتفاع الناتج عن زيادة الطلب، وقلة العرض ونحن نأخذ الأغنام بأسعار مرتفعة عن السابق، ولذلك نبيعها بربحٍ يزيد عما كان عليه سابقًا، ويوافقه القول طارق القرشي بأن تجار المواشي ليس هم السبب في الارتفاع، وإنما يتأثر الجميع بالارتفاع، ولا يمكن أن نبيع بالأسعار السابقة؛ لأننا سنخسر حيث نشتري بأسعار مرتفعة.