الليل قد يمر يا صديقتي ولا يجيء الصبح والأرض قد تحتضر يا صديقي وليس غير الملح ونحن إذ نضحك يا صديقتي نطفيء كلّ ساعة سيجارة في جرح لكننا لن نقلب الفنجان نبحث في خطوطه القاتمة الألوان عن دربنا بين صحارى الملح عن موعد للصبح ولن نرى في الجرح منفضة الرماد والدخان غير الدم المحترق المهان فالمارد الجبار يا صديقتي إنسان بكل ما توقد في عينيه من نيران بكل ما في الليل من توق إلى الصبح بكل ما ينبض خلف الجرح بكل ما في الملح من دعوة لغيمة تعبر في نيسان لكننا لن نقلب الفنجان يا صديقتي لأننا نؤمن أن الأرض للإنسان بليلها وصبحها بملحها المصفرِّ كالبهتان بجرحها المطروح للذباب والديدان وإننا نؤمن أن جرحنا أعمق يا صديقي من قطرة سوداء في فنجان