هذا الفيلم.. أنصح أصحاب القلوب الضعيفة بعدم مشاهدته، لأنه يُصوّر وسائل تعذيب المُعلِّمة السعودية، من ال (أ) إلى ال (ي)، مرورًا ب: ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن ه و! يبدأ الفيلم بعد تخرّجها في كلّيتها، إذ تنضمّ لنادي العاطلات، ربّما لسنوات، ثمّ تجد وظيفة في مدرسة حكومية بعيدة عن سكنها مسافة ساعات بالسيارة، تجمع وتقْصر معها الصلوات، ولا أعلم المسافة بالقطار، لأنه لا قطارات لدينا حتى الآن، وقد تكون الوظيفة مؤقتة، فتستميت لتثبيتها بلا فائدة، كما تنال لقب المرحومة مع أول حادث مروري، أو لقب الُمُعلِّمة براتب الشغّالة إن كانت المدرسة أهلية، وإن تزوّجت سلبها زوجُها راتِبَهَا، فهو غالبًا لم يتزوّجها إلاّ لأنها مُعلِّمة، وهي بالنسبة له بقرة تدُرُّ حليبًا دسِمًا، ولا يُؤخذ رأيها في المناهج المحشوّة بما لا يفيد، فلا تُبْدِع في التعليم بل تُلقّنه للطالبات، وهي تقع بين مطرقة المديرة وسندان المُوجّهة، تحتار كيف تُرْضِيهما، والمباني التي تُعلِّم فيها تقول عنها الوزارة إنها عال العال وهي في أسوأ حال، وتنهال عليها التعاميم المتناقضة كلّ يوم، افعلي هذا ولا تفعلي ذاك، ولو أخذت إجازة استثنائية لمرافقة زوج أو رعاية طفل وقّعوها على (تِسْعَطَعْشَرْ) تعهّدًا بألاّ تُطالب بنفس مدرستها بعد الإجازة، لِتُنْفى بعدها إلى قرية الواق الواق، وحتى عندما تُقرّر التخلّص من التعذيب بالتقاعد المُبكّر لا يُصرف راتبها التقاعدي إلاّ بإحضار (تِسْعَطَعْشَرْ) وثيقة إخلاء طرف، ليس من مدرستها فقط، بل حتى من بنك التسليف والصندوق العقاري! فيلم مُرْعِب، وللأسف.. الكلّ يتفرّج عليه، ولكن لا فرد ولا جهة يُصلِحون حال المُعلِّمة، وأظنّها تحتاج لهيئة عليا لإصلاح حالها، حسبُها الله ونعم الوكيل! [email protected]