اكد الرئيس الامريكى باراك اوباما فى كلمة كتبها فى ذكرى 11 سبتمبر امس «وتنشرها المدينة» أن الولاياتالمتحدة ليست، ولن تكون أبدا، في حرب مع الإسلام وقال إن الذين هاجموا امريكا فى 11 أيلول/سبتمبر إنما أرادوا أن يدقّوا إسفيناً بين الولاياتالمتحدة والعالم. وقد فشلوا. وبين ان بلاده في هذه الذكرى متحدة مع أصدقائها وشركائها في تذكّر كل الذين فقدناهم في هذا الكفاح. وجدد تأكيد روح الشراكة والاحترام المتبادل لإقامة عالم يعيش فيه كل الناس بكرامة وحرية وسلام. وقال اوباما فى كلمته :» نتذكر أن ما حدث في 11 أيلول/سبتمبر لم يكن هجوما على الولاياتالمتحدة فقط، وإنما كان هجوما على العالم وعلى الإنسانية وعلى الآمال التي نتشاطر. نتذكر أن بين من ما يقرب من ال 3 آلاف شخص من الأبرياء الذين فقدوا في ذلك اليوم، كان هناك مئات من المواطنين من أكثر من 90 بلدا. كانوا رجالاً ونساءً وشباناً وكباًرا في السن من كل الأعراق والأديان. وإننا في هذه الذكرى المهيبة ننضم إلى أسرهم ودولهم في تكريم ذكراهم. عرفان لوقفة العالم نذكر بامتنان وعرفان كيف وقف العالم وقفة واحدة حينئذ. فقد توقفت مدن بكاملها في أرجاء العالم دون حراك في لحظات من الصمت حينها. وأدى الناس صلواتهم في الكنائس والمساجد والمعابد وغيرها من أماكن العبادة. وأما نحن في الولاياتالمتحدة فإننا لن ننسى كيف وقف الناس في كل ركن من أركان العالم متضامنين معنا ساهرين حاملين الشموع وسط أكداس الزهور التي وضعت أمام سفاراتنا. نتذكر أننا في الأسابيع التي تلت 11 أيلول/سبتمبر كنا نتصرف كأسرة دولية واحدة. وعملنا كجزء من ائتلاف واسع على طرد القاعدة من معسكرات تدريبها في أفغانستان وأطحنا بطالبان وأتحنا للشعب الأفغاني فرصة العيش حرا من الإرهاب. إلا أن السنين التي تلت كانت عسيرة وانفرطت روح الشراكة العالمية التي أحسسنا بها في أعقاب 11 أيلول/سبتمبر. شراكاتتا تقوم على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل. ولقد عملتُ بصفتي رئيساً على تجديد التعاون العالمي الذي نحتاج للتصدي الكامل للتحديات العالمية التي نواجه. وأقمنا خلال عهد جديد من الشراكة شراكات مع الدول والشعوب على أساس من المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل. نحن وشركاؤنا متحدون ضد القاعدة وبرهنّا كمجتمع دولي على أن الإرهابيين ليسوا ندّاً لشدة مقاومة مواطنينا وصلابتهم. لقد أوضحتُ بجلاء أن الولاياتالمتحدة ليست، ولن تكون أبدا، في حرب مع الإسلام. والصحيح هو أننا وحلفاءنا وشركاءنا متحدون ضد القاعدة التي هاجمت عشرات البلدان وقتلت عشرات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء – وغالبيتهم الساحقة من المسلمين. وفي هذا الأسبوع نتذكر كل ضحايا القاعدة والشجاعة والصلابة اللذين ثابرت عليهما أسرهم ومواطنوهم امتداداً من الشرق الأوسط إلى أوروبا فأفريقيا ثم آسيا. المستقبل للراغبين في البناء وبعملنا معا عطّلنا مؤامرات القاعدة وتخلصنا من أسامة بن لادن والكثيرين من قادته ووضعنا القاعدة على طريق الهزيمة. وفي غضون ذلك دللت الشعوب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أن أضمن سبيل إلى العدل والكرامة هو القوة المعنوية للاّعنف وليس الإرهاب الأهوج والعنف. فمن الواضح أن المتطرفين العنيفين قد تخلفوا وراء الركب وأن المستقبل ملك لأولئك الراغبين في البناء وليس في الخراب. مساندة العراقيين والأفغان لتوفير الأمن إن للدول والشعوب الساعية إلى مستقبل يسوده السلام والرخاء شريكاً في الولاياتالمتحدة. إن الولاياتالمتحدة، رغم ما نجابه من تحديات اقتصادية في وطننا، ستواصل القيام بدور قيادي فريد في العالم. وإننا إذ نسحب ما تبقى من قواتنا من العراق وننقل المسؤولية في أفغانستان سوف نساند العراقيين والأفغان في جهودهم لتوفير الأمن وتمهيد الفرص للشعبين. وسوف نقف في العالم العربي وفي خارجه دفاعاً عن الكرامة والحقوق العالمية لكل أبناء الإنسانية. ملتزمون بالسعى للسلام والتنمية وفي أرجاء العالم سنواصل مزاولة العمل الشاق في السعي إلى السلام وتعزيز التنمية التي تنتشل الناس من الفقر، ومن أجل تحقيق التقدم في أمن الغذاء والصحة والحكم الرشيد، مما يطلق عنان الإمكانيات الكامنة في المواطنين والمجتمعات. ترحب بالناس من كل بلد وثقافة وجددنا في الوقت ذاته إلزام أنفسنا بالتمسك بقيمنا والوفاء بها في وطننا. فالولاياتالمتحدة، كأمة من المهاجرين، ترحب بالناس من كل بلد وثقافة. وهؤلاء الأميركيون الأجدّ – من أمثال الضحايا الأبرياء الذين فقدناهم قبل عشر سنوات – يذكّروننا بأننا رغم ما بيننا من أي اختلاف في الأعراق والأجناس والأصول والمعتقدات يجمعنا كلنا معا رباط من الأمل المشترك بأننا قادرون على جعل العالم مكاناً أفضل لهذا الجيل ولأجيال المستقبل. فهذه هي التركة الباقية التي يجب أن تدوم من الذين فقدناهم. إن الذين هاجمونا يوم 11 أيلول/سبتمبر إنما أرادوا أن يدقّوا إسفيناً بين الولاياتالمتحدة والعالم. وقد فشلوا. فنحن في هذه الذكرى العاشرة متحدون مع أصدقائنا وشركائنا في تذكّر كل الذين فقدناهم في هذا الكفاح. وها نحن في ذكراهم نجدد تأكيد روح الشراكة والاحترام المتبادل اللذين نحتاج إليهما لإقامة عالم يعيش فيه كل الناس بكرامة وحرية وسلام.