أكد رئيس المجلس البلدي لمنطقة الباحة عبدالناصر بن علي الكرت أن المجلس أنجز مخططًا هيكليًا لمدينة الباحة لاستبدال المخطط القديم يقوم على استحداث 25 شارعا جديدا ستعمل على ربط أجزاء المدينة المختلفة لاظهارها بمظهر عصري يليق بها وبالمنطقة، موضحًا أنه تم الانتهاء من دراسة الخط الدائري وسيبدأ تنفيذه قريبا، محملًا البيروقراطية مسألة تأخير تنفيذ المشروعات، وأشار إلى أن أمين المنطقة الحالي كان اكثر تفاعلا مع قرارات المجلس من الأمين السابق، مبينا أن المجلس يقوم برجاله وليس بمسؤولي الأمانات والبلديات، نافيًا في نفس الوقت أن تكون قرارات المجلس حبرا على ورق، مبينًا أن هناك العديد من القرارات قد تحققت على أرض الواقع ومنها منتزهات رغدان وخيرة. جاء ذلك في حوار أجرته معه «المدينة» فيما يلي نصه. * كيف تقيمون دور المجلس في دورته الأولى، وما أهم القرارات التي تم اتخاذها وتحققت على أرض الواقع؟ ** المجلس البلدي في الباحة وخلال الدورة الأولى حقق إنجازات عديدة، وذلك وفق الصلاحيات المخولة له ولم تعترض الأمانة على أي قرار من قراراته بل أن كلها كانت الأمانة ملزمة بتنفيذها ومنها قرارات نُفذت وأخرى تحت التنفيذ وأخرى قيد الدراسة للتنفيذ ومن أهمها تطوير المنتزهات في المنطقة وهو قرار المجلس البلدي كغابة رغدان وغابة خيرة، والمجلس كان له دور في رسم الوضعية التي هي عليها الآن، كما أن الطريق الدائري هو أحد مقترحات المجلس وقد انتهت الدراسة فيه وقريبا سيبدأ التنفيذ فيه بإذن الله، كما أن هناك قرارات تتعلق بتحسين مداخل القرى الواقعة على الطريق العام وقد نزلت في الميزانية وسيتم البدء فيه في فترة قريبة بمشيئة الله، وهناك المنطقة المركزية لمدينة الباحة وسيتم البدء في المرحلة الأولى قريبا وهذه بالتأكيد تأتي باتفاق مع توجهات مجلس المنطقة الذي أقر ووافق على أن تكون هناك منطقة مركزية بها أسواق وفنادق وميادين وغيرها، مما يشكل جانبا سياحيا عالي المستوى، وهناك أيضا المخطط الهيكلي للباحة لأن المخطط الهيكلي الأول قديم جدا ويحوي مساحة ضيقة جدا، لكن رأى المجلس أن يتوسع نطاق المدينة بصورة أفضل حيث تم اقتراح 25 شارعا رئيسيا تشكل ربطا لأجزاء المدينة بقراها من جميع الاتجاهات وقد اعتمدت من قبل الاستشاري وانتهت الدراسة، وهي قريبة الاعتماد في مقام وزارة الشؤون البلدية والقروية. وفي حال تنفيذ هذا المشروع فسيشكل نقلة كبيرة للمنطقة، كما أن هناك قرارات أخرى لتشييد الجسور وتصريف مياه السيول وإحداث جلسات جانبية على الطرق السياحية، والسماح بالامتداد الرأسي من خلال تعدد الأدوار وتحسين الواجهات للمباني واعتماد المرصد الحضري للمنطقة وإقامة ساحات شعبية في غابة رغدان وأخرى تحت التنفيذ في بني سار والتوسع في زيادة عدد الحدائق. * هل تقصد أن الأعمال التي تمت في «المنتزهات» نتيجة لقرارات المجلس؟ ** العمل بين المجلس والأمانة تكاملي والمجلس البلدي أقر هذه الأمور حيث كان هناك جهود لأمين المنطقة نظرا لمعرفته بخصوصية هذه المنطقة سياحيا. * ألا ترى أن معظم هذه القرارات هي حبر على ورق فلم نشاهد شيئا ملموسا على أرض الواقع إلى غابتي رغدان وخيرة والتي نسبتم الفضل لتطويرها لكم؟ ** القرارات ليست حبرا على ورق ولا نستطيع أن نقول ذلك ولكن في ضوء الصلاحيات التي تمنح للمجلس أما الدور التنفيذي فهو يقع على الأمانة. * ولكن خمس سنوات هو عمر المجلس البلدي ولم نر شيئا ملموسا على أرض الواقع إلا ما ذكرت في سؤالي السابق فالباحة كما هي، فشارع الملك عبدالعزيز والمباني التي عليه لم تتطور، ولم نر شارعا جديدا فتح أو استحدث. أو غيره مما ذكرت. هل يعني ذلك أنه لا يوجد تفاعل من الأمانة أم أن هناك امورا تخفى على المواطن ونريد أن نعرفها؟ ** المجلس البلدي يحمل هموم المواطن وأيضا ينقلها إلى صناع القرار سواء على مستوى الأمانة أو على مستوى الوزارة والذين هم بدورهم يقومون بالتنفيذ. وهناك جهد كبير جدا في تشكيل قاعدة معلوماتية مهمة من خلال لجنة المسح الميداني التي قام بها المجلس، وذلك بزيارة جميع القرى التابعة للأمانة وتحديد جميع احتياجاتها. وقد استحسن مقام الإمارة ذلك وشكر المجلس عليه وقد عمم ذلك على جميع مجالس المنطقة لخدمة قراها، وهذا الأمر سيشكل قاعدة معلومات مهمة جدا للمجلس في دورته الحالية والدورات الأخرى ليسهل عليهم الأمر مستقبلا، أما التأخير فكما تعلم كل المدن تعاني من تأخير المشروعات، وذلك نظرا لكثرة المشروعات وقلة المقاولين. واغلب مشروعاتنا مقارنة بالأخرى مشروعات صغيرة، وهناك اهتمام من سمو أمير المنطقة بالغ مما جعل سموه يرغب في تقديم تقرير شهري عما يتم انجازه من قبل الأمانة والبلديات وهذا أمر في غاية الأهمية، لمعالجة القصور إن وجد بصورة عاجلة وللتحرك الجيد لأن المتابعة تحقق نتائج جيدة. وليس من السهل أن تنفذ القرارات سريعا ولكن نأمل أن تتحقق. * وماذا عن المشاكل التي يلاحظها المواطن والزائر منها الطريق الدائري وغيره. وهي أولويات كان يجب أن تنفذ عاجلا، فما هو السبب في عدم تنفيذها؟ ** أولا: المشروعات تأخذ دورة طويلة وقد تحدثنا عن البيروقراطية في العمل الإداري وهو الإجراء المائل في هذا الجانب. ولا ينفذ مشروع إلا بدراسة وغيرها. الأمر الثاني تخضع بعض الأمور لدراسة ما قبل المشروع ثم تطرح للمنافسين وقد يتقدم عدد من المقاولين وقد لا يتقدم وأحيانا يتقدم المقاول وأحيانا يبدأ في جزئية ثم ينسحب وهذه معاناة تعاني منها كثير من مرافق الدولة. * كنت عضوًا في المجلس والآن رئيسًا له ومر على المجلس أمينان أحدهما كان رئيسا للمجلس والحالي نائبا للرئيس، هل وجدتم أن ترؤس الأمين أو رئيس البلدية يشكل عائقا لتنفيذ التوصيات؟ ** نحن عملنا لقاء موسعا رعاه سمو أمير المنطقة آنذاك وسمو وزير البلدية ودرست بعض النقاط الجوهرية ورأى الجميع أن يكون رئيس المجلس هو رئيس بلدية أمر غير مناسب، وليس في كل الأحوال فهناك رؤساء مجالس على درجة كبيرة من المثالية والاهتمام والحرص ولكن الغالبية رأوا ألا يكون رئيسا . وفي الحقيقة المجلس قوي بأعضاء وخبراتهم ووجدنا تعاونا طيبا من الاثنين ولكن أشيد بحماس الأمين الحالي المهندس محمد بن مبارك المجلي الذي تحرك بصورة واعية وأيضا بحكم تخصصه كمهندس حقق الكثير من النجاحات. * هل رأيت أن المجلس له فاعلية جيدة؟ ** هي تجربة واعية وناضجة وهامة ويجب أن نحرص على نجاح هذه التجارب وهي تقدم خدمة غير عادية للمواطن، لأن بعض القرارات من المرشحين أو المعينين لديهم الكثير من الأفكار التي تساعد البلدية، وهي تتحدث عن تجربة لا زالت في بداياتها ونجاحها قائم رغم محدودية الصلاحيات. فالواقع والحرص والمتابعة من وزير البلدية يشكل دعما للمجالس وبإذن الله سيعطى له صلاحيات أخرى ليعالج بعض النقاط. * معنى ذلك يجب أن يكون المجلس أقوى ويمنح صلاحيات أكبر؟ ** نعم أتمنى ذلك. وأتمنى تعديل بعض المواد وهذه مدروسة لدى الوزارة ربما ستشكل قوة للمجلس في تحقيق جميع قراراته. * قبل أن تكون عضوا في المجلس وعدت الناس بوعود كثيرة هل نفذت وعودك التي وعدت الناس بها قبل دخولك المجلس أم فقط لاستقطاب الأصوات واستدرار عطفهم للتصويت لك؟ ** كنت قبل أن ابدأ الحملة الانتخابية أعرف دور المجلس وإن لم تكن بالصورة التي اطلعت عليها بعد ذلك. ولم يكن هناك وعود ولكن توقعات وكانت في نفس المسار الذي توقعته ولله الحمد. والحمد لله ما تحدثنا عنه نفذ أو على الأقل لامس الحقيقة. * وهل سترشح نفسك للمرحلة القادمة؟ **هي فترة قضيناها وما لدينا قدمناه وسنترك الفرصة للآخرين ليقدموا عطاءات أفضل بمشيئة الله. وسنكون في خدمتهم في أي معلومة أو مطلب يرغبونه. * وما نصيحتك لمن سيرشح نفسه وينتخب للمجلس في الدورة الثانية؟ ** المجالس تقدم خدمة نوعية جيدة ولابد أن يكون هناك تكامل فعلي بين الأمانة والمجالس، لا بد أن يكون هناك تعاون بين الأمناء ورؤساء البلديات ومديري الإدارات في البلديات وأعضاء المجلس، لأن هذا الأمر يعجل بتنفيذ القرارات فالتنافس في خدمة المواطن أمر مطلوب. والتعاون ركيزة أساسية. وفي حال قيام التعاون بين المجلس والجهاز فإن ذلك سيحقق تقدما في تنفيذ المشروعات ولكن إذا حصل هناك تصادم كما حصل في بعض البلديات في المدن أو هناك تعارض أو تنافس غير إيجابي فهذا من شأنه أن يعطل كثيرا من الأمور. وفي الحقيقة انه في بدايات المجالس رأت بعض الأمانات أو البلديات أن المجلس جسم «غريب» ولا بد أن يحارب وكان هذا على حساب العمل. ولكن هنا في الباحة لمسنا الكثير من التعاون للمواطن والمدينة. * وما الشيء الذي كنت تتمنى تحقيقه في المجلس ولم يتحقق؟ ** كل قراراتنا هي أماني وما يتحقق سعداء بوجوده على أرض الواقع وما لم يتحقق نتمنى أن نراه على أرض الواقع. ولا نغفل الدور الذي قام به الأعضاء وهي أفكار المواطنين وتطلعاتهم، وأتمنى أن تنفذ القرارات التي اتخذها المجلس فالقادم بحول الله أفضل.