اليوم عرس وفرح وزغاريط وفرحة.. لمّة وصحون من الولائم مفرودة على مد البصر.. وبوفيه مفتوح عند النساء تميّز بلذته وأنواعه الكثيرة، وعريس فرحان بيودّع العزوبية.. وعروسته خايفة من الحياة المستقبلية، لكن قبل أن نفرط في التفاؤل والحياة الزوجية اللي نسمع إنها وردية، بنستعرض واحدة من القصص الفكاهية..! يُحكى أن زوج شعر من زوجته أنها مهملة فيه، وما زالت تعيش نمط الحياة اللي كانت في كنف أبوها وأمها وأصبحت ما تفكر أن ترفع ورقة من على الأرض، هنا الزوج لم يسر بهالحال وقرر أنه يتخذ موقف، وبيوم من الأيام لقت على الطاولة ورقة مكتوب فيها: (زوجتي العزيزة أعتذر عما سيحدث قريبًا ولكنني لم أعد أتحمل هذه العيشة) التوقيع زوجك المخلص.. صارت الزوجة في حيرة من أمرها.. لماذا وكيف..؟! وصارت تضرب كفوفها على بعض من شدة ألمها في التفريط في حق زوجها بهذه الطريقة، فأصبحت تفكر في كل طريقة عشان ترضيه وتمنعه عما نوى عليه، فصارت تستيقظ باكرًا وتجهز فطورهم وتهتم بغسيل وكوي ملابسه، لا تنام إلا بعد ما تتأكد أنه غير محتاج إلى شيء، بعد فترة قصيرة تعدل الحال والزوج صار في أفضل مزاج! سألته الزوجة وحلّفته بالله ماذا كان في نيتك؟.. فرد الزوج بابتسامة بريئة وماكرة كنت أنوي ننقل إلى بيت أكبر من بيتنا هذا، واعتذاري كان بسبب أني كنت سأعلم أنك ستقومين بكل هذا المجهود المتعب لتصلحي من الأمر، وتمنعيني من شيء تخافين منه، وبنفس الوقت أردت أن أتأكد أنك ستكونين قادرة على تحمل مسؤولية بيت أكبر وأوسع فأثبتّي ذلك، فشكرًا لكي وآسف أني أتعبتك. السؤال المهم الذي لابد أن نجد إجابته هل نحن نمتلك بمجتمعنا شبابا قادرين على تحمل المسؤولية؟ هل يدركون أنه عندما ترتبط حياتهم بشريك آخر سيكونون محاسبين على كل قرار يتخذونه؟ وسيتحملون عواقب ونتائج تلك القرارات، وأن الفتاة ستصبح الآمرة الناهية والمحركة الفعلية لحياتها وحياة عائلتها؟ هل تعلم أنها ستصبح عنصرا فاعلا وعنصرا مُؤثِّرا ينعكس على حياة كل من حولها؟ هل يعي الشاب أن المسؤولية تعني التحمل والصبر والقيادة الحكيمة لعائلة مكونة من زوجته ومن يشاء الله له من الذرية؟ هل لو بحثنا في خلايانا سنجد معاني كيف تكون مسؤولا؟ وهل سنفكر في هذا الأمر قبل أن نضيف للمجتمع مزيدًا من الأمراض الاجتماعية المزمنة من طلاق ومشكلات زوجية وإهمال تربية والتي نتجت من التنصل عن معنى المسؤولية؟ أم أننا سنداوي هذه الأمراض بتحمل كامل المسؤولية والإصرار على الوصول لبر الأمان بأنفسنا وعائلاتنا والعيش في حياة كريمة هنيئة..؟! عبدالله المغربي - جدة