وجّهت النيابة العامة بمحكمة جنايات القاهرة التي يمثل أمامها الرئيس المصري السابق حسني مبارك بتهمة قتل المتظاهرين تهمة الشهادة الزور إلى شاهد في القضية أمس الأربعاء، وأمرت المحكمة بالتحفّظ على الشاهد. ولفت ممثل النيابة العامة في الجلسة انتباه الشاهد، وهو ضابط بقوات الأمن المركزي إلى أن أقواله أمام المحكمة تناقضت مع أقواله في تحقيقات النيابة حول القضية، طالبًا منه الثبات على إحدى الشهادتين قائلاً "لأن ذلك يترتب عليه إجراء قانوني من جانبنا". واختار محمد عبدالحكيم محمد -وهو ضابط برتبة نقيب- الثبات على أقواله أمام المحكمة، فوجه إليه مصطفى سليمان ممثل النيابة العامة تُهمة الشهادة الزور في تحقيقات النيابة. وأمر رئيس المحكمة المستشار أحمد رفعت بالتحفظ على الشاهد وسط صيحات استحسان من المحامين الذين يدافعون عن أسر المتظاهرين الذين قتلوا خلال الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بمبارك في فبراير. وكانت بدأت أمس رابع جلسات محاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك. واعترض محامون يدافعون عن أسر قتلى في الانتفاضة على رد مبارك بكلمة "موجود" على النداء عليه من المحكمة في بداية الجلسة. واعتادت المحاكم المصرية سماع كلمة "أفندم" في الرد على النداء على المتّهمين باعتبارها توقيرًا للمحكمة. واعترض المحامون أيضًا على اصطفاف أعداد من ضباط الشرطة أمام قفص الاتّهام بصورة قالوا إنها حجبت مبارك والمتهمين الآخرين في القضية. كما طردوا محامين كويتيين جاءوا للدفاع عن مبارك إلى خارج القاعة، لكن المحامين الكويتيين وقفوا في آخر القاعة التي يوجد فيها عدد كبير من المحامين والحضور من أقارب القتلى والمصابين ورجال الأمن. وقال شاهد "المحامون المصريون اكتفوا فيما يبدو بإبعاد زملائهم الكويتيين عن المنصة". ويحاكم مع مبارك (83 عامًا) بتهم تتصل باستغلال النفوذ والرشوة ابناه علاء وجمال، ورجل الأعمال الذي كان مقربًا منه حسين سالم. وسالم محبوس في إسبانيا على ذمة قضية غسل أموال هناك. كما يحاكم مع مبارك بالتهم التي تتصل بقتل المتظاهرين وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي، وستة من كبار ضباط الشرطة السابقين. وقتل المتظاهرون وأصيبوا غالبًا بالذخيرة الحية، وطلقات الخرطوش، وقنابل الغاز المسيل للدموع. واستخدمت الشرطة في محاولة سحق المظاهرات مدافع المياه والعصي الكهربية والهراوات. وبكى أكثر من محامٍ، وهو يتحدث إلى المحكمة، وصرخ محامٍ وهو يلتفت إلى مبارك في القفص قائلاً "أنت أسوأ رئيس في مصر". وكرر المحامي العبارة بضع مرات. وانسحب من الجلسة المحامي سامح عاشور نقيب المحامين السابق، الذي يترافع عن أسر قتلى ومصابين، وذلك احتجاجًا على أسلوب زملائه كما قال زملاء له.