أكد نائب قائد الثوار الليبيين في ترهونة عبدالرزاق ناضوري أمس ان الثوار ينتظرون الاوامر لمهاجمة مدينة بني وليد، متحدثا عن امكانية تمديد المهلة الممنوحة لها للاستسلام حتى السبت المقبل. وكان كبير المفاوضين عن الثوار الليبيين عبدالله كنشيل اعلن أمس الأول عن إخفاق المفاوضات الجارية منذ عدة ايام لضمان استسلام المقاتلين الموالين لمعمر القذافي في مدينة بني وليد. يأتي ذلك، فيما حمّل الساعدي القذافي أخاه سيف الاسلام مسؤولية فشل المحادثات مع الثوار الليبيين، كما افادت شبكة سي ان ان الامريكية في وقت متأخر أمس الأول. وقال الساعدي في اتصال هاتفي : إن الخطاب «الحاد» الذي ألقاه سيف الاسلام قبل أيام أدى الى انهيار المفاوضات ومهّد الطريق أمام شنّ هجوم. وبدأت المفاوضات قبل ايام عدة عبر زعماء قبائل بني وليد، حيث يختبىء مقربون من الزعيم الليبي الفار بينهم اثنان من ابنائه. وقال عبدالله كنشيل للصحافيين : إنه في بداية المفاوضات، رفض فريقه التفاوض مباشرة مع مقاتلي القذافي قبل ان يوافق لاحقًا على التفاوض فقط مع اشخاص لم يتورطوا في قتل مدنيين. واضاف: «لقد أرادوا (انصار القذافي) المجيء مع اسلحتهم، وقد رفضنا». وتابع «طلبوا ان يدخل الثوار بني وليد من دون اسلحتهم (بذريعة المفاوضات) ليتمكنوا من قتلهم». وردا على سؤال عما اذا كانت المفاوضات فشلت قال: «بالنسبة لي نعم». وقال كنشيل: إن «القذافي وابناءه والعديد من المقربين جاءوا الى بني وليد» من دون ان يحدد تاريخ حصول ذلك، لافتا الى ان بعض انصار القذافي «لاذوا بالفرار» لكن «اثنين من ابناء القذافي» هما الساعدي والمعتصم «لم يهربا». ولفت إلى أن موسى ابراهيم المتحدث السابق باسم القذافي هو من بين المقربين الذين لا يزالون موجودين في بني وليد. وقال ايضا «هناك كثيرون أتوا من طرابلس ومدن أخرى إلى بني وليد. إنهم يريدون استخدام هذه المدينة كحصن لهم». إلى ذلك، اعلنت وزارة الخارجية الصينية أمس ان الصين لم تزود ليبيا باسلحة بطريقة مباشرة او غير مباشرة، حتى وان كان نظام معمر القذافي قد اتصل بشركات صينية. وقالت يانغ يو المتحدثة باسم الوزارة ردا على سؤال حول معلومات نشرتها صحيفة كندية مفادها ان بكين عرضت اسلحة على القذافي، «في يوليو ارسلت حكومة القذافي شخصا الى الصين من دون علم الحكومة الصينية للاتصال باعضاء في شركات مهتمة بالأمر». واضافت ان «الشركات الصينية لم توقع عقودا تجارية ولم تصدر معدات عسكرية الى ليبيا». وتابعت: «لم تزود الشركات الصينية ليبيا بمعدات عسكرية بشكل مباشر او غير مباشر». وردا على سؤال حول عقوبات محتملة قد تفرضها بكين على الشركات الصينية المعنية اجابت : إن «السلطات المكلفة صفقات بيع الاسلحة ستدرس هذا الأمر بجدية». وكانت صحيفة «ذا غلوب اند مايل» الكندية ذكرت الاحد ان الصين اقترحت على العقيد معمر القذافي كميات ضخمة من الاسلحة في يوليو الماضي وأجرت محادثات سرية بشأن تسليمها عبر الجزائر وجنوب افريقيا، لكن من دون يتم فعليا تسليم هذه الاسلحة. وأكدت الصحيفة نقلا عن وثائق بحوزتها ان شركات الاسلحة الصينية التي تسيطر عليها الدولة كانت مستعدة لبيع طرابلس اسلحة وذخائر بقيمة لا تقل عن مئتي مليون دولار أواخر يوليو متجاوزة العقوبات التي تفرضها الاممالمتحدة. الا ان غلوب اند مايل لا تؤكد تسليم الاسلحة لكنها تنقل عن قادة في النظام الجديد في طرابلس ان الوثائق تعزز شكوكهم بشأن تصرفات أخيرة للصين والجزائر وجنوب افريقيا. من جهة أخرى، طلب رئيس المجلس العسكري للثوار في طرابلس عبد الحكيم بلحاج أمس من بريطانيا والولاياتالمتحدة الاعتذار بعد أن بينت وثائق تم ضبطها أن البلدين تورّطا في خطة أدت إلى اعتقاله وتعذيبه في سجون نظام معمر القذافي. وبينت وثائق تابعة لجهاز استخبارات القذافي واطلعت عليها فرانس برس ان وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي اي) اعتقلت عبد الحكيم بلحاج في بانكوك في 2004 ورحلته قسرا الى ليبيا حيث سجن في سجن ابو سليم الشهير لسبع سنوات. وأكد بلحاج انه تعرض اثناء اعتقاله للاستجواب على ايدي ضباط استخبارات بريطانيين. وقال لمحطة بي بي سي: «ما حصل لي كان غير قانوني ويستحق الاعتذار». وقال بلحاج لصحيفة الغارديان البريطانية الاثنين : إنه يفكر في مقاضاة الحكومتين البريطانية والامريكية. واضاف: «لقد حقنوني بمادة ما، ثم علقوني من ذراعي وقدمي ووضعوني داخل صندوق ممتلىء بالثلج». وقال: «لم يتركوني أنام وكان هناك ضجيج كل الوقت. تعرضت للتعذيب بشكل مستمر». وأضاف: «انا استغرب ان يكون البريطانيون متورطين في فترة مؤلمة جدا من حياتي». ولكن بلحاج قال : إن هذه الوثائق لن تؤثر على «اقامة علاقات عادية مع الولاياتالمتحدة وبريطانيا».