الفلك في حركة دائمة ، والزمان لن يتوقف إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، والأعمار بدوران الفلك تتقدم والموت يحصد الأرواح ، وكل من عليها فان كما قال رب العباد ويبقى وجهه ذو الجلال والإكرام عز في عُلاه ، والكل يدور فلكه وسيدور عليه الفلك فرحماك يا رب يا عزيز في علاك يا رحيم في سماك . غيَّب الموت في أيام فضيلة مباركة المفكر ذا الأخلاق الحميدة والفكر النَّير , احد صناع تاريخ الصحافة السعودية ، صاحب زاوية الفلك يدور ، رئيس رؤساء التحرير كما أسمته جريدة المدينة ، أستاذ أجيال من الكتَّاب لأن أستاذيته لحقت بقرائه وعشاق كتاباته بما خط قلمه ، عدا عن رؤساء التحرير والصحفيين المعروفين الأستاذ محمد صلاح الدين رحمه الله تعالى ، الذي إذا اختلف اختلف بأدب ، وإذا أيد أيد بلا اندفاع وتعصب ، وحتى لما تقدمت به السنين تجدد وتألق فكره وحلل بتأنٍ وبمستقبلية ، سبق عصره ,دائم النظر للمستقبل بناء على أحداث اليوم وبما مضى من زمان فكان يتفاءل بالمستقبل ويتشاءم من غدر اليهود ومكائدهم ، جمع بين السياسة والاقتصاد والاجتماعيات وفنون الثقافة بعد اطلاع وليس باستعباط . الشهادات التي تدوم شهادات البشر ، لأنهم خلفاء الله عز في علاه في أرضه كما قال رب العباد جلت قدرته وتعالى شأنه . والحمد لله شهد له الكثير بالخيرية وشهادة حق ولله الحمد ، لا شهادة نفاق وباطل نفع بها الله الأستاذ في برزخه وجعل قبره روضة من رياض الجنة . ولا نملك إلا الدعاء له بالرحمة والغفران ، وتقديم العزاء لأهله وبنيه ومحبيه ، ومن حقه على هؤلاء الترحم عليه كلما طافت وجالت ذكراه التي إن شاء الله ستطول لأنه أرسى قواعد صحفية مصحوبة بخلق رفيع ومدرسة قيادية ذات سمة أخلاقية لا عنجهية فيها ولا تكبر ، كوّنت محبة له نراها في نفوس من عرفه واختلف أو اتفق معه ، فعليه رحمات من الله وغفران كبير ينال بها درجة يغبطها عليه الآخرون . وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحدٍ سواه.