تجيء تأكيدات صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بأن مكة كلها حرم.. وأن عمرة واحدة تكفي في رمضان. تجيء هذه التأكيدات في وقت ينبغي للجميع إدراك أن الزحام في صحن الطواف يزداد عامًا إثر عام.. بل شهرًا إثر شهر.. وأن أعداد المعتمرين والطائفين تفوق القدرة الاستيعابية لصحن الطواف.. وأن ثمة مَن يتأذّى من هذا الزحام. لذلك فإن سموه إذ يؤكد هذه الحقائق ويعلنها بصراحة ووضوح، فإنه يضع حلولاً عملية، لابد وأن يساهم فيها الجميع.. وهو يشير بوضوح في هذا الصدد إلى «أن البعض يعتمر كل ثلاثة أيام، أو أسبوع، مجددًا تأكيد أن ذلك لم يأمر به الله سبحانه، وأن قدوتنا في ذلك هو النبي صلى الله عليه وسلم فيما يتعلق بالصلاة في الحرم، حيث كان عليه الصلاة والسلام حين أتى لفتح مكة لأسبوعين يقيم في الأبطح، وهو موقع قريب من الحرم المكي الشريف، ولم يدخل الحرم إلاّ مرة واحدة.. وأنه لابد (وجوبًا) أن يعرف إخواننا -والعلماء أعلم بذلك- أن مكة كلها حرم، وهي تزخر بالمساجد، وكلّ مَن صلّى بمسجد بها، فكأنما صلّى بالحرم، وإن كان بعض العلماء يقول إن صلاة في بيت الله بمائة ألف صلاة.. لكن التفسير في بيت الله هل هو الحرم الذي هو المسجد الحرام، أم المقصود به كل المساجد التي داخل مكة؟ فهذا هو شأن العلماء والواجب عليهم». ونحن هنا إذ نشير إلى أن كلمة سموه احتوت على العديد من ما ينبغي الإشارة إليه، إلاّ أن ما جاء فيما يختص بهذه الأمور المتعلّقة بالتيسير على المسلمين، والتي ظلت هذه البلاد تجمع ازاءها العلماء من كل صوب ومن كل فج عميق، وظلت دعوتها إلى إحياء الاجتهاد الذي تعطّل حقبة من الزمن دون ما يستدعي ذلك من الشرع الحنيف لابد وأن تلامس هذه الحقائق أيضًا، خاصة وهناك أمور عاجلة وملحّة منها أن يشمر علماؤنا ساعد الجد، وأن يستمروا في جهودهم المباركة في توعية الناس بشأن العمرة وأدائها أكثر من مرة في الأسبوع. وهم -أي علماؤنا ودعاتنا- أعلم بكيفية ذلك.. أي كيفية التوجيه والإرشاد بالتعاون في جعل صحن المطاف أن يستوعب أعداد المعتمرين خاصة القادمين من أصقاع العالم في مثل هذه المواسم المباركة.. وقد أشار سموه -حفظه الله- إلى أن هناك 22 مليارًا قد رصدت لتوسعته. وهو أمر شورى وجهه لعلمائنا الأجلاء بعد وضوح الرؤية الهندسية بإمكانيتها، وهي مسؤولية ثانية وعاشرة، أُنيط بها لعلمائنا الكرام، وهم أجدر بهذه المسؤوليات، أدامهم الله ذخرًا للدين، ثم المليك، والوطن.