نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، أمس عن مصدر عسكري من الثوار الليبيين قوله: إن موكبًا يضم ست سيارات مرسيدس مصفحة قد يكون ينقل مسؤولين ليبيين كبار بمن فيه الزعيم الليبي معمر القذافي وأبنائه، عبر الجمعة الحدود من ليبيا إلى الجزائر. وفي وقت لاحق، نفت الجزائر «بشكل قاطع» ما جاء على لسان ذلك المسؤول. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية تصريحًا للناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية عمار بلاني أن «الجزائر مستهدفة منذ أشهر بوابل من الأخبار الكاذبة، والتي ظهر طابعها المضلل في العديد من المرات». وتابع «الأمر كذلك بالنسبة للخبر الذي بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط بشأن سيارات مرسيدس يزعم أنها عبرت الحدود الجزائرية-الليبية». وأكد الناطق أن «هذا الخبر لا أساس له من الصحة ونفنده بشكل قاطع». وكان أحد أعيان منطقة ايليزي الحدودية ذكر أن الحدود بين الجزائر وليبيا مفتوحة رغم قلة الحركة، لكن احتمال مرور موكب من سيارات المرسيدس المصفحة على متنها عائلة القذافي «ضعيف جدًا» لأنه لا يمكن أن يمر دون أن يلاحظه احد. وفيما بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها أمس في طرابلس التي خلت طيلة أسبوع بسبب المعارك، مع إعادة فتح المتاجر أبوابها وعودة السكان إلى الشوارع بعدما لزموا منازلهم، كما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. عثر على 50 جثة متفحمة في سجن ملحق بآخر قاعدة عسكرية ظلت تحت سيطرة القوات الموالية لمعمر القذافي في طرابلس بعد أن استولى عليها الثوار السبت. عثر السكان المحليون على الرفات البشرية بعد سيطرة الثوار على القاعدة التابعة للكتيبة 32 التي يتزعمها خميس القذافي نجل معمر القذافي في منطقة صلاح الدين جنوبي العاصمة الليبية. وأوضحت مصادر الثوار أن هذه القاعدة الأخيرة بأيدي قوات القذافي تمت السيطرة عليها السبت إثر غارة للحلف الأطلسي ومعارك استمرت سبع ساعات. وقال نور الدين يوسف مصراتة أحد مقاتلي الثوار: «لقد أغار الحلف الأطلسي، ثم تحركت قواتنا الخاصة وهاجمت». وأعلن الحلف الأطلسي في بيانه اليومي السبت أنه أصاب منشأتين عسكريتين في ضواحي طرابلس في الساعات ال24 الأخيرة. وقال سكان بجوار الموقع: إن مبنى السجن المصاب بأضرار يضم 53 جثة متفحمة. واستطاعت مراسلة فرانس برس إحصاء رفات 50 جثة. إلى ذلك، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها السبت في طرابلس التي خلت طيلة أسبوع بسبب المعارك، مع إعادة فتح المتاجر أبوابها وعودة السكان إلى الشوارع بعدما لزموا منازلهم، كما أفاد مراسلو وكالة فرانس برس. وبحسب هذه المصادر، فإن متاجر فتحت أبوابها حتى في حي أبو سليم الشعبي الواقع جنوبطرابلس، والذي كان لا يزال الخميس مسرحًا لمعارك عنيفة بين الثوار والقوات الموالية للعقيد معمر القذافي. وتنقل السكان السبت بين المباني التي تعرضت للقصف في حين تغطي الأنقاض وبقايا السيارات المتفحمة الشوارع. وفي مجمع باب العزيزية، المقر العام السابق للقذافي، يتجول رجال ونساء وأطفال وسط الأنقاض. وكان البعض يردد الأغاني احتفالًا بسقوط القذافي، فيما يرقص آخرون في جو من الفرحة وفي حين ترتفع سحابة من الدخان الأسود من مبنى مشتعل في المجمع الذي سقط الثلاثاء وتعرض لحملة نهب منظمة. وكانت معظم شوارع العاصمة الليبية مقفرة منذ الهجوم الذي شنه الثوار على المدينة في العشرين من أغسطس، إلا من المقاتلين والفضوليين. وليل الجمعة السبت، دوت انفجارات ورشقات نارية متقطعة في أحياء مختلفة من المدينة، ذلك أن الموالين للقذافي الذين باتوا بأعداد ضئيلة في طرابلس، اختاروا استراتيجية الاستنزاف. وكان الوضع هادئًا بعد ظهر السبت؛ إذ لم تسمع سوى طلقات نارية من أسلحة رشاشة في بعض الأحيان.