أقامت إدارة المستودع الخيري بجدة ضمن مشروعها زكاة الفطر والذي دشنته تحت شعار «حتى تصل إلى مستحقيها في وقتها الشرعي» بتنفيذ عملية كيل الزكاة لتحديد عدد الكيلات «الفطرة» والتي لابد وأن تُخرج من عبوات الأرز التي يستخدمها المستودع في إخراج الزكاة. وتمت عملية الكيل في مقر المستودع الخيري بجدة وبإشراف مباشر من المدير العام للمستودع فيصل بن عبدالرحمن الحميد، حيث اُعتمد في عملية الكيل استخدم مكيال «المُد النبوي» لقياس زكاة الفطر والذي يعود سنده إلى الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه، ويعتبر من أكثر المعايير دقة لتحديد مقدار زكاة الفطر، وهو يوازي «المد» الذي حدده الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو «ربع الصاع». وأوضح المدير العام للمستودع فيصل بن عبدالرحمن الحميد بأن الهدف الرئيسي من تنفيذ عملية الكيل هذه هو معرفة كم كيلاً «فطرة» يحتوي كيس الأرز الواحد المستخدم في الزكاة، وذلك تطبيقًا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث إن الثابت في إخراج زكاة الفطر أن تُخرج كيلاً لا وزنًا. وبيّن الحميد أنه ومن خلال عملية الكيل والتي تمت أكثر من مرة على عدة عينات عشوائية من أكياس الأرز المستخدمة في الزكاة وهي من نوعية (أرز بسمتي، مزة، طويل الحبة) ثبُت أن الكيس الواحد بحجم 40 كيلوجرامًا يحتوي (61) مُدًّا نبويًّا وثلث المُد، وبقسمتها على 4 حيث إن مقدار الفطرة الواحدة «صاع كاملة» أي أربعة أمداد، فإن الكيس الواحد يحتوي على (15) فطرة وثلث الفطرة. وحول المكيال المستخدم في عملية «الكيل» أكد الحميد أن هذا المكيال النادر والمستخدم في عملية الكيل يعتبر من أكثر معايير زكاة الفطر دقة، نظرًا لتوارثه عبر الأجيال بسند متصل إلى الصحابي الجليل زيد بن ثابت -رضي الله عنه- حيث جاء في السند أن هذا هو المد الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا) رواه الشيخان، مؤكدًا أن المستودع يمتلك كافة الوثائق الرسمية التي تؤكد نسب هذا المكيال وتبرهن على دقة قياسه. من جانبه أكد سليم الفايدي مدير الإعلام والعلاقات العامة بالمستودع بأن دلالات وجود هذا المكيال والاهتمام بسنده طوال هذه القرون تدل على استمرارية وأهمية زكاة الفطر في الإسلام، مضيفًا: «كان سعينا الدؤوب في إدارة المستودع الخيري بجدة للحصول على هذا المكيال النادر نابعًا من حرصنا على أن يكون تحديد الفطرة حسب السنة المطهرة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم». يُشار إلى أن المستودع الخيري بمحافظة جدة يكفل آلاف الأسرة الفقيرة وينفذ عددًا من البرامج الخيرية من أبرزها برنامج إطعام الذي يقدم بطاقات ممغنطة تصرف بموجبها مشتريات غذائية شهرية من أحد المحلات التموينية الكبيرة وبرنامج كساء الذي يقدم الملابس للأسر الفقيرة من خلال صالات عرض مجهزة وبرنامج تأهيل أبناء وبنات الأسر الفقيرة وبرنامج أثاث الذي يتم من خلاله استثمار وإعادة تدوير الأثاث المستعمل لصالح الأسر الفقيرة والعديد من البرامج النوعية المتميزة.