لا يخلو الوسط الرياضي من خلاف بين بعض المنتمين لهذا الوسط نتيجة أمور بسيطة جدًا قد تبدأ بوجهة نظر لا يتقبلها الطرف الآخر ثم يتعمق الخلاف ويتوسع، وحينها يصبح هناك ترصد من كل طرف تجاه الآخر، ويستمر ذلك دون توقف، مما يعمق ذلك الخلاف وتصبح فرصة الالتقاء أكثر صعوبة، وهذا دون شك مخالف لديننا الحنيف لأن الخلاف يكبر بينهما ويصبح هناك صعوبة في احتواء ذلك الخلاف. ولذلك فإن الرياضي أينما كان لابد أن يعي هذا الأمر، ويبعد نفسه من الوقوع فيه، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تباغضوا ولا تحاسدوا وكونوا عباد الله إخوانا) وجود في الصحيحين وغيرهما، جعلهم الله إخوة، والإخوة يتحابون بينهم ولا يتباغضون. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم). وفي الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: (تعرض أعمال العباد في كل جمعة مرتين، يوم الاثنين ويوم الخميس، فيغفر لكل عبد مؤمن إلا عبداً بينه وبين أخيه شحناء، فيقال: اتركوا هذين حتى يفيئا) أي يصطلحا، ولذلك فإنني أدعو إخواني الرياضيين إلى تغليب لغة العقل على لغة العاطفة التي كثيراً ما زادت الخلافات وجعلتها أكثر تعمقا، وكم من أصدقاء كانوا قمة في التعامل مع بعضهم البعض لكن الخلافات عمقت الخلاف، وفرقت بين أصدقاء الأمس وزادت هوة الخلاف بينهما لأسباب بسيطة غالباً، لكنها سرعان ما كبرت ووصلت لحد القطيعة، فأكرر دعوتي لإخواني الرياضيين الذين يجمعهم البساط الأخضر أن يتركوا الخلاف جانباً ويبدأوا صفحة جديدة مع ختام هذا الشهر الكريم الذي ليس بيننا ووداعه إلا أيام قليلة، ويأتي بعده بأيام عيد الفطر المبارك الذي يحتاج من الجميع استقباله بتوبة صادقة ويفتح صفحة جديدة مع زملائه الذين فرقت بينه وبينهم الخلافات، ويستعيدوا ماضيهم القريب الذي كانوا فيه أعزة واسأل الله للجميع أن يتقبل الصيام والقيام ويجعلنا من عتقاء النار إنه سميع مجيب الدعاء. بسرعة: فجع الوسط الرياضي بوفاة الأمير محمد العبدالله الفيصل رحمه الله وأسكنه فسيح جناته، وقبله كانت وفاة الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب الدعاء. فغفر الله لهما مغفرة واسعة إنه ولي ذلك والقادر عليه.