أحكم «ثوار ليبيا» أمس الثلاثاء، قبضتهم على آخر معاقل العقيد الليبي معمر القذافي باقتحام مجمع باب العزيزية الذي ظل رمزا لحكمه الذي امتد لأكثر من أربعة عقود، ورفعوا علم الثورة على البيت الذي كان يلقي منه خطاباته منذ اندلاع الثورة المطالبة بإسقاطه. من جهته، أعلن رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج الروسي كيرسان ايليومجينوف أمس إن القذافي قال له: إنه موجود في طرابلس وليس في نيته مغادرة ليبيا. يأتي ذلك، فيما أعلن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني أن شخصيتين بارزتين من الجيش الليبي من أقارب العقيد الليبي انشقا عن النظام أمس. إلى ذلك، أعلن رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الانتقالي الليبي محمود جبريل أن الثوار الذين حاصروا منزل محمد معمر القذافي لم يكونوا مدربين، وقامت إحدى كتائب النظام باختطافه في الصباح الباكر في سيارات مصفحة. كما أعلن عن تشكيل غرفة أمنية عليا لضبط النظام في ليبيا. وقال جبريل: إن محمد القذافي أبدى رغبة في تسليم نفسه عند دخول طرابلس، وكانت تلك فرصة له لكي يتقدم للمحاكمة. وأبان جبريل أن خبر اعتقال سيف الإسلام القذافي، وإن كان غير موثوق فقد كان سببًا لمكاسب سياسية وعسكرية، حيث سلم عدد من الضباط أنفسهم وقواتهم للثوار، كما أعلنت 8 دول اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي. وقال: إن سيف الإسلام نفسه استفاد من خبر اعتقاله، وسهل له ذلك التحرك، وأن ظهوره التلفزيوني كان داخل مجمع باب العزيزية في مكان لا يتجاوز محيطه أمتار قليلة. وكان رئيس المجلس العسكري لثوار طرابلس عبدالحكيم بلحاج قد قال في تصريحات لقناة «الجزيرة» من داخل مجمع باب العزيزية (حوالي 30 كيلومترا جنوبطرابلس): إن الثوار أحكموا السيطرة على نحو 90 % من المجمع واقتحموا مكاتب معمر القذافي دون أن يلقوا القبض عليه، حيث لا يزال مصيره مجهولًا. ورفع الثوار علم الثورة فوق ما يسمى «بيت الصمود» حيث اعتاد العقيد القذافي إلقاء خطاباته منذ اندلاع الثورة يوم 17 فبراير الماضي. وقال بلحاج: إنه باقتحام مجمع باب العزيزية يكون الثوار قد حسموا الموقف العسكري في وجه نظام القذافي. وفي تفاصيل أخرى عن اقتحام باب العزيزية قال بلحاج الذي قاد تلك العملية: إن الدخول إلى المجمع تم من خلال أربعة محاور، وإن الثوار لم يواجهوا مقاومة كبيرة من طرف الكتائب التابعة للقذافي وتمكنوا من أسر عدد من أفرادها والاستحواذ على أسلحة قناصة ومصفحات. وداخل المجمع ردد الثوار وعدد كبير من المدنيين الذين هبوا بأعداد كبيرة إلى المكان، عبارات وشعارات تعبيرا عن فرحة عارمة بإسقاط نظام القذافي، وقال بعضهم: «نظام الطاغية انتهى». وكان الثوار قد دخلوا إلى باب العزيزية بعد ساعات من حصاره، حيث دارت اشتباكات عنيفة مع كتائب القذافي وفي أعقاب قصف طائرات حلف شمال الأطلسي أهدافا داخل ذلك المجمع المحصن. وفي المراحل الأولى للعملية اقتحم الثوار أولى بوابات ذلك المجمع المحصن بعد أن تدفقت أعداد كبيرة منهم نحو المجمع. وقبل اقتحام المجمع شدد وزير خارجية فرنسا آلان جوبيه على ضرورة مواصلة الناتو عملياته حتى النهاية، وأضاف أن بالإمكان القول إن سقوط القذافي قد تم. وأضاف أن الانتصار في ليبيا ليس كاملا بعدُ بسبب وجود بعض جيوب المقاومة، وهو ما يتطلب مواصلة الضغط على القذافي. وقبل الاقتحام بعدة ساعات تحدث مراسل وكالة الأنباء الفرنسية عن حصول اشتباكات في محيط باب العزيزية وصفها بالعنيفة، كما سبقه تحليق طائرات تابعة للناتو. وكان أبو بكر المصراتي -وهو أحد الثوار المشاركين في عمليات طرابلس- قد قال: إنه تم القبض على ثلاثة من القناصة كانوا يطلقون النار من إحدى البنايات وسط طرابلس التي يسيطر الثوار على معظم أحيائها.