المخدوعون بها يضحكون على أنفسهم بترديد مقولة نزار ( السيجارة : هِي الأنثَى الوحيدة التي تَحْتَرِق من أجلنا ) ، والرافضون لها _ سواءً سلموا أو لم يسلموا من شَرّها _ يقولون : ( السيجارة هي الطَّريق الأقصَر للموت ) ، أمّا أحد الفلاسفة السّاخرين فيقول : ( السيجارة : لِفافة تِبغ في طَرفها نَار وفي طرفها الآخر شَخْص غبي ) ! *** السّيْجَارة الأولى هِي الخُطوَة الأولى في طريقٍ غَيْر مُعَبّد لا مَعْنَى لَهُ ولا نهايَة لمعاناته ، ولذلك يُمكن لَنا أن نستبدِل ( خُطوَة ) ب ( خطيئَة ) دون أن نشعُر بالمبالغَة ، خطيئةٌ مدفوعَة الثَّمَن ، أوردَةٌ تُرصَف بالنيكوتين وشَرايينٌ تُمهّد بالقَطِران وسنواتٌ تتلاشى كَ «دُخان ! « *** مِنذُ القِدَم منذُ أن قال بندر بن سرور : ( سلّط على الدخّان لو هو مضرّي / له حزّةٍ عند احتكام المصيبة ) ، والتِّبغ يُكلّف الكثير، عندما كان يدخل للبلاد تهريباً ، عندما كانت السيجارة قد تُكلّف الشخص « روحه « عن طريق رصاصة ! إلى أن أصبح يدخل للبلاد بشكلٍ نظامي وأصبَح مورّدو التبغ يحملونه إلينا « برّاً وبحراً وجوّاً « بعد أن وجدوا في سوقنا ضالتهم ، وأصبَحت تلك السيجارة التي قد تكلّف المهرّب روحه متوفّرة في أقرب دُكّان ! بالمُناسبَة لا زالت تلك السيجارة تكلّف المدخّن روحه ولكن بشكلٍ آخر . *** الحَديث عن أضرار التدخين ، دينيّاً وصحيّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً - مضيَعَة وَقْت - ليس لأنّهُ غير مُهِمّ ولكن لأنّ ذلك معلومٌ للجميع المُدَخّن وغير المُدَخِّن الصّغير والكبير الملتَزم والأقل التزاماً لذا فمحاولة الحديث عن ما هو معلومٌ كمحاولة اقناع النّاس بأنّ اليوم 24 ساعة ! *** يقُول لي أحد كِبار السِّنّ بعد رحلة أربعين سنة من التدخين : « ياولَدِي كانت السيجارة الأولى أسهَل من شُربَة المَاء وكان خلاصي من السيجَارة الأخيرة أصْعَب من نزعَة الرُّوح « وهذا يُعيدنا للفقْرة الثّانيَة والطّريق غير المُعَبّد . *** عَزيزي المُدَخّن : تُشَاهِد كثيراً لافتَة : ( ممنوع التّدخين ) هل سألت نفسَكَ يوماً لماذاً لا أجِد لافتة : ( مسموح التّدخين ) ؟! *** خاتمة القول - وهو المُهِمّ فيما كتبت - فأمِّنُوا }اللهم اعصم المُدخّنين من هذا الوباء ، وامنحهم بإرادتك إرادةً تساعدهم على انفسهم{ إذ لا إرادة ولا قوّة ولا حولَ إلاّ بك .
للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (17) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain