لا ينتهي احتفاؤنا بظاهرة غازي القصيبي رحمه الله باعتباره أحد أبرز الكتاب العرب من حيث التنوع العلمي والإداري إضافة إلى الريادة في مسارات متعددة. وإذا كان الناس قيمين على منجزه الإداري وشاهدين عليه، فأودّّّ هنا أن أشير إلى ريادته التأليفية على عدة مسارات، ومنها هذا الكتاب (الوزير المرافق). يمثل هذا الكتاب سيرة ذاتية غيرية في الوقت نفسه، فهناك حديث عن غازي وعن من رافقهم، حيث يجمع المسارين بشكل متساو، ويمكن أن تُكمل شخصية غازي في ذهنك من خلال ملامح ذكرها عن نفسه في هذا الكتاب، وأن تكمل شخصية غيره من الملامح التي ذكرها عنهم. ويرصد الكتاب أيضا حالات انفلات الدبلوماسي من إطاره، حيث يوثق حديث الزعماء معه على المستوى البسيط والإنساني، فيكتب عن غيرة الرئيسة وعن حنق الرئيس وعن بساطة الملك وعن الرئيس العربي الذي لايتقن العربية وعن علاقته بالمائدة الملكية في بريطانيا وعن الهيئة وموقفها مع زوجة القذافي وهكذا. ويمكن النظر إلى هذا الكتاب من زاوية تاريخية حيث يوثق للآراء السياسية والفكرية لعدد من الزعماء، وعن رؤاهم لبلدانهم ولغيرها وهم خارجها، وبقدر تأسف غازي الناتج من أن آراء الزعماء العالميين لدعم العرب تأتي بعد خروجهم من المنصب فإننا نفهم لماذا يكتب غازي عنهم أيضا بعد خروجهم من مناصبهم؟! ولايفوت القارئ بعد ذلك الخروج بالمواقف الطريفة والمفيدة في الوقت نفسه حول رجالات الملوك وآرائهم وعن السجالات التي تحدث مع غيرهم، وخاصة ما يتصل بالقذافي ورؤاه الغريبة.