عبّر الشيخ حافظ سلامة -بطل وقائد المقاومة الشعبية في مدينة السويس- عن قلق كثير من المصريين عندما شكّك من "أن هناك لعبًا في (محاكمة مبارك)، وأن الرئيس السابق شوهد في أكاديمية الشرطة قبيل محاكمته بيوم، وهو في كامل صحته وعافيته، وكان يمشي على قدميه أسرع من حرّاسه. على عكس الصورة التي ظهر بها في المحكمة؛ ممّا يؤكد أن هناك مسرحية يقوم النظام بها أمام الشعب المصري". ويخشى بعض المراقبين من التباطؤ في إحقاق العدالة؛ نتيجة لتلاعب المحامين الذين يتولّون الدفاع عن رموز النظام السابق، فهم يراوغون، ويماطلون بالتأجيل لأسباب عدّة؛ إمّا بزعم تصوير المستندات، أو التأجيل للاطّلاع، أو بإدخال هيئات أخرى في الدعوى، أو للتصريح باستخراج مستندات من جهات حكومية، أو إحضار شهود نفي ... الخ. وكانت محاكمة أسطورة كرة القدم الأمريكي أوجى سيمبسون، الذي اتّهم بقتل مطلقته الشقراء نيكول براون، وصديقها اليهودي رونالد غولدمان في منطقة لوس أنجلوس صيف 1994، التي وُصفت ب "محاكمة القرن"، هي أبرز محاكمة تلاعب فيها طاقم المحامين بالقضية والأدلة، وكلّما أظهر الادّعاء دليلاً جديدًا سارعوا إلي دحضه بالبراهين. واستطاع فريق دفاع سيمبسون، بعد عام تقريبًا، من استصدار البراءة للنجم الأسود، الذي كان معظم الأمريكيين واثقين من إدانته؛ نظرًا للشواهد الكثيرة.. والطابع الدموي للجريمة.. وبدأت المجلات تضج بالمقالات، والتحليلات متسائلة: إذن مَن هو الذي ارتكب الجريمة؟!. ونتوقع أن تشهد محاكمة الرئيس المصري السابق محاولات محاميه فريد الديب، وهو محامٍ يملك خبرة هائلة بالقانون، اشتهر -كما تقول صحيفة الوفد- "في الدفاع عن الفاسدين، وناهبي خيرات البلد، والمشوّهين سياسيًّا وجنائيًّا، وإنقاذ عدد كبير منهم بحيل قانونية بارعة، ابتكرها الرجل خصيصًا لإفساد أي قضية، حتى تحوّل إلى قائد ألتراس محامي الشيطان"، اتباع كل السبل للدفاع عنه، بما فيها استخدام وسائل الإعلام كوسيلة للتأثير على سير محاكمة موكله. وقد بدأ بمحاولة تسريب وثائق عن بعض القضايا تثبت تورّط أشخاص آخرين في قضايا الفساد؛ ليبرئ مبارك منها، ويستخدمها أداة ضغط على المحكمة.. محاولاً خلق رأي عام مضاد لمحاكمة مبارك. كما حاول الديب إقناع الرأي العام أيضًا بأن الرئيس المخلوع لا يمتلك أي أموال في الخارج، وبأن جميع الأرقام والمليارات التي تم تداولها في الصحف حول ثروة مبارك لا وجود لها، ولم تذكرها جميع تقارير الأجهزة الرقابية في مصر، وأن الهدف من ترويجها تشويه سمعة الرئيس السابق. بل ولم يتورّع الديب في تصريحاته من التأكيد على أن مبارك أيّد الثورة، وكان معها من البداية، وهو ما سخر منه الجميع، فكيف يكون مبارك مع الثورة، وفي الوقت نفسه يحاول إجهاضها؟! ولعل مطالبة فريد الديب المحكمة في جلستها الأولى باستدعاء أكثر من 1600 من شهود الإثبات هو مجرد واحدة من الحيل التي يحتفظ بها الديب في "جرابه". لذا علينا من الآن توقع أي نتيجة لهذه المحاكمة التي قد يخرج الناس بعدها يتساءلون: إذا لم يفعلها مبارك وأعوانه.. إذن مَن الذي ارتكب كل تلك الجرائم ضد مصر وشعبها؟! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain