تفاعل مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بمنطقة المكرمة الشيخ بكر بن حامد مير مع مانشرته «المدينة» أمس الأول عن قضية التلاسن بين المصلين وإمام أحد المساجد بمخطط العيسائي بمكة تحت عنوان (تلاسن بين المصلين والإمام بسبب تطويل الصلاة). وقام مير برفع خطاب إلى مدير أوقاف مكةالمكرمة للاستفسار عن الحادثة والتحقيق في شكوى المصلين حول تعمد إمام المسجد الوحيد بالحي التطويل في الصلاة وعدم الرضوخ لطلب جماعة المسجد بالتخفيف عليهم طيلة (3) سنوات (على حد تعبيرهم) . وتوقعت مصادر أن تشكل «الأوقاف» لجنة لتقصي الحقائق، والسعي في الإصلاح بين الطرفين. وقال عدد من المصلين: إن الكثير من سكان الحي هجروا المسجد خصوصًا في بعض الصلوات في رمضان والتوجه إلى المساجد في المخططات الأخرى القريبة، مشيرين إلى أن التطويل طال الصلوات الجهرية في غير رمضان، بحجة ختم القرآن في رمضان، وختم القرآن أيضًا في الشهور الأخرى. من جهة أخرى أكّد عدد من الفقهاء تحريم المشقة على المصلين من كبار السن والعجزة والمرضى، لافتين أن السنة النبوية المطهرة تدعو إلى التخفيف والرفق بالمصلين، مشيرين إلى أن ختم القرآن الكريم في رمضان من المستحبات، وقال: لقد وجهنا الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن فقال: حينما شكى أحد الصحابة إلى الرسول بتركه الصلاة مع الجماعة لأن معاذا رضي الله عنه كان يطيل بهم في الصلاة، مخاطبا معاذا : (أفتان أنت يامعاذ، إذا أمّ أحدكم الناس فليخفف، فإن فيهم الضعيف والسقيم وذا الحاجة)، وعلى هذا الإمام ألا يطيل بالناس، ولايجوز له ذلك فينفرهم، وعليه أن ينهج النهج النبوي الصحيح هذا أولًا، وثانيًا أنه من المعروف في نظام الأوقاف أن جماعة المسجد لهم الحق في إبداء الملحوظات على الإمام، وينبغي على فرع وزارة الشؤون الإسلامية أن ينظر في طلبهم، فينبه الإمام لذلك، وإلا فيغير. ورأى النجيمي: أن ما فعله هذا الإمام يخالف الشرع في تنفيره المصلين من المسجد خصوصًا وأنه المسجد الوحيد في الحي، كما أن فعله مخالف لتوجيهات وزارة الشؤون الإسلامية الداعية للتخفيف على الناس، مشيرًا أن ختم القرآن في رمضان الأمور المستحبة، فلا ينبغي فعل المستحب على أمر محرم وهو تنفير المصلين من المسجد بسبب التطويل في الصلاة، كما أن قيام المشاكل وظهور بعض المنغصات بين الإمام والمصلين يسبب الكراهية، وكراهية الإمام من قبل المصلين، وقد ورد فيها النهي في إمامة الشخص لأناس وهم له كارهون، ومن هنا فأخشى أن يقع الإمام في هذا المحظور. من جهته أشار الدكتور عبدالإله العرفج إلى أن هذا الأمر يعود إلى حصافة الإمام وتقديره لظروف من خلفه وتقديره لأحوالهم، ويحرم التطويل على الإمام إذا رفض جماعة المسجد ذلك، إذا كان التطويل ثقيلا عليهم، وزاد عن الحد، مؤكدًا أن ذلك يعود أحيانًا بحسب العرف كقراءة الفاتحة مع نصف وجه في الركعة و(3) تسبيحات في الركوع ومثلها في السجود، مرجعًا الثقل والتطويل في الصلاة مع رفض الجماعة لذلك إلى التحريم. فيما وجّه أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى الشيخ الدكتور سالم بن محمد القرني الإمام إلى معرفة أحوال جماعته، معتبرًا التراويح سنة وليست بواجبة على المصلين، مبينًا كثرة الإشكاليات واختلاف الآراء في هذا الوقت ما بين الإمام وجماعة المسجد حتى أصبحت ظاهرة.