الجالية الإسلامية في كندا تعد إحدى الجاليات المسلمة الناجحة في الغرب في توصيل رسالة الإسلام قولاً وعملاً، فقد استطاعت أن تكون لها صبغتها الواضحة داخل المجتمع الكندي في ظل الحرية المكفولة لهم من الحكومة الكندية مما ساعدهم على أداء رسالتهم الدينية والاجتماعية. للتعرف على أحوال الجالية وأهم مشكلاتها، كان الحوار مع د. محمد المصري رئيس الكونجرس الإسلامي الكندي. * كم عدد المسلمين في كندا وما هي أوضاعهم من الناحية الدستورية والمعيشية؟ - المسلمون في كندا يبلغ عددهم حالياً نحو نصف المليون، وباستمرار المعدلات في زيادة من المتوقع أن يبلغ تعدادهم نحو مليوني مسلم، ترجع هذه الزيادة إلى زيادة معدلات المواليد في الأسر الإسلامية، والهجرة، والدخول في دين الإسلام وهي أكبر جالية من حيث العدد بعد المسيحيين ، ومنهم من يحتل مناصب عالية في الجامعات ومراكز الأبحاث العلمية المتقدمة جداً، ويوجد في البرلمان الفيدرالي الكندي 3 أعضاء مسلمين واحد من أصل لبناني، وآخر هندي وثالث أفريقي، ولنا نفس النسبة تقريباً في برلمانات المحافظات. ولدينا خبراء وعلماء مفكرون وأدباء ومحامون وأطباء ومهندسون متميزون في كل المجالات، ولا توجد بين المسلمين في كندا أي خلافات مذهبية أو طائفية، ولدينا في كندا مدارس إسلامية تقوم بتدريس القرآن والسنة النبوية واللغة العربية، إضافة إلى مدارس إسلامية أخرى تعمل نصف دوام خلال عطلة الأسبوع لتعليم التلاميذ المسلمين تعاليم الإسلام، وهناك المدارس الحكومية وهذه يلتحق بها الجميع. * ما هو دور الكونجرس الإسلامي؟ وما أهدافه ودوره وأهميته بالنسبة للمسلمين في كندا؟ - الكونجرس الإسلامي هيئة أُنشئت عام 1998 لتقديم الخدمات للمسلمين ورعاية مصالحهم، ويكون ممثلاً أمام الحكومة الكندية، وقد اعترفت السلطات الكندية بهذه الهيئة، وتشمل هذه الخدمات الدفاع عن المسلمين الذين يتعرضون للاضطهاد، ونخاطب الحكومة الكندية ونطالبها بتوفير الحقوق المدنية، ومنع الانتهاكات عن كل الفئات وعدم اتهام المسلمين، ويتبنى الكونجرس عدداً من البرامج الإعلامية لبثها عبر وسائل الإعلام المختلفة لتوضيح صورة الإسلام الصحيحة وموقفه من العنف، وذلك في محاولة للوقوف ضد محاولات التشويه والكراهية التي تقودها بعض القنوات الفضائية، ويقدم الكونغرس خبراته ودراساته للسلطات الكندية في كيفية معاملة المسلمين، ومراعاة خلفياتهم الثقافية وهويتهم، وكذلك كيفية التعامل مع البلاد الإسلامية عند وضع السياسة الخارجية لكندا، ومن خلال التواصل بين الكونجرس والبرلمان الكندي ومؤسسات المجتمع والحكومة الكندية أمكن حل الكثير من المشكلات التي يواجهها بعض المسلمين، وكذلك توفير تعليم إسلامي لأبناء المسلمين. * «الكونجرس» تسمية توحي بأن له صفة سياسية، فهل هذا صحيح؟ - الكونجرس الإسلامي الكندي مؤسسة إسلامية مستقلة، ليس لها صفة سياسية. * اندماج المسلمين في المجتمع الكندي هل أدى إلى ذوبان هويتهم؟ - ثمة ثلاثة خيارات للمسلم في بلاد الغرب، الأول الذوبان وهو ما نرفضه، وهو أن يترك الإسلام، ويذوب في المجتمع الكندي أو الغربي، أو النقيض من ذلك هو الانعزال، وبين الانعزال والذوبان هناك ما نسميه الاندماج الذكي، وهو أن يؤدي الإنسان شعائره ويعرف مشاكله كمسلم وفي نفس الوقت يتصرف كإنسان كندي ويهتم بمشاكل وهموم كندا ولا شك أن هذا الاهتمام سيوجد اندماجاً ذكياً، وسيفيد المسلمين بشدة، وسيحقق مصالح نسبية كبيرة.