لفت انتباهي أثناء وجودي على بوابة أحد مراكز تدريب الأمن العام الحالة النفسية لأغلب الشباب الذين تم رفضهم من قِبل لجنة القبول بسبب شرط الطول 168 سم، حتى أن أحدهم قال: ما ذنبي إذا الله خلقني بهذا الطول، وآخر يقول: إن مسألة الطول بيد الله لا يمكن أن يتدخل فيه جهد إنسان، وآخر يقول وبحسرة: رفضتني اللجنة بسب نقص نصف سم، ورابع وعينه تدمع: شرط الطول ضيّع آمالي وأسرتي، وخامس يقول: أخشى أن شرط الطول يكون اعتراضًا على ما قدّره الله للإنسان، وأنا بدوري أخشى أن يكون الأمر هو ذاك، وأجزم أن شرط الطول له صلة بالبطالة، ولعلي أقف مع الجميع حول هذا الموضوع مطالبًا بإنشاء لجنة رفيعة المستوى، ومهمتها جمع معلومات عن السجناء وجهًا لوجه، وأنا على يقين أن اللجنة سوف تصل لأمر مهم جدًّا، وهو أن نسبة 99% من السجناء عاطلون، وبطالتهم بسبب الشروط التعجيزية القطاعين الحكومي والخاص، تلك البطالة التي ساهمت في الانحراف، ولكن توثيقه عن طريق اللجان أفضل. ولعلّي ومن هذا المنبر أوجه رسالة وأقول: إن إيجاد العمل هو أول خطوة في الإصلاح والبطالة، أول خطوة في طريق الإجرام، ثم نحن بحاجة للتقارير التي تحمل في طياتها المصداقية الواقعية والأمانة، والذي نفسي بيده أنني أعرف أسرًا يعيشون على نفقة المحسنين بسبب عدم قبول أبنائهم، ثم يذهب لفروع وزارة الخدمة المدنية وهي الأخرى تطلب المستحيل، وشروط تجعل الحليم حيران، ثم يذهب المسكين للقطاع الخاص الذي يساومهم على الرواتب الضئيلة أمام ساعات عمل طويلة تمنعه من المواصلة.. إذًا ما هي التوقعات؟ وأين يذهب هؤلاء؟! أترك الإجابة لغيري ممّن يهمه الأمر، والله الهادي إلى سواء السبيل.