إذا قدر لك مراجعة أمانة محافظة جدة أو إحدى البلديات التابعة لها فعليك أن تتسلح بمزيد من الصبر وسعة الصدر أمام ما قد تواجهه من إجراءات معقدة لاستخراج أو تجديد ترخيص أو الحصول على موعد مع أحد المساحين. وفيما شكا عدد من المراجعين الذين قصدوا الأمانة والبلديات التابعة لها من الإجراءات الروتينية والاشتراطات المعقدة لأخذ موعد مع المساحين الذين في أيديهم الحل والربط في تحديد إجراءات استخراج التراخيص لغرض البناء أو مزاولة نشاط تجاري أو ترميم منزل، اعترف مساعد وكيل أمين جدة للتخطيط العمراني المهندس عبداللطيف الحارثي بوجود نقص في عدد الموظفين والمساحين والمهندسين مع زيادة العمل والتوسع فيه خلال الحقبة الأخيرة، مؤكدا وجود برامج لتحسين العمل وتطوير برامج الخدمة في القطاع الخاص، لافتا إلى أن هناك مراكز خدمة موزعة في المراكز التجارية لتقديم الخدمات المطلوبة للمراجعين. ووصف عدد ممن تحدثوا ل «المدينة» تلك الإجراءات ب «التعقيدات غير المنطقية»، ولكل منهم قصة تدعو للاستغراب والتساؤل عن الأسباب التي تقف خلفها، فأحدهم تم منعه من استكمال عمارته بحجة كشفه لفيلا الجار رغم صلاحية تاريخ الرخصة، وآخر اضطر لمراجعة البلدية عدة مرات من أجل استكمال إجراءات تجديد رخصة المحل الذي يصل عمره إلى أكثر من 16 عاما، والسبب اسم المحل الأعجمي في نظر نائب المدير، يحدث ذلك رغم موافقة المدير على التجديد. مراجع ثالث أراد استخراج ترخيص لبسطة رمضانية يقتات منها وأسرته ولكنه فوجئ بهم يردونه ويحددوها له بترخيص مواد غذائية، ورابع ينتظر المساح منذ السابعة والنصف صباحا حسب الموعد المحدد له حتى الساعة العاشرة، وعندما يسأل عنه يطلبون منه المزيد من الانتظار، وخامس يتأخر في استخراج الترخيص بسبب الإجراءات الروتينية والبيروقراطية وانتظار السيد المساح ثم سرعان ما يحصل على مخالفة تأخير. وانتقد أحدهم تأخير إجراءات التراخيص وضياع الوقت، قائلا: يا هوووو ألم تسمعوا بمقولة «الوقت من ذهب، والوقت كالسيف إن لم تقطعه كقطعك». في انتظار المساح عبدالله جسار التقيناه في إحدى بلديات جنوبجدة، وهو يقول: منذ عدة أيام وأنا انتظر المساح، وفي كل يوم يقولون لي تعال في الغد المساح خرج مع مراجع آخر. ويضيف: أخذت قرضا من البنك وخوفي أن يتبخر المبلغ قبل أن أبدأ بالبناء المتوقف على الرخصة بسبب كثرة المواعيد التي تحددها البلدية لي. غرامة تأخير بدوره قال محمد التركي «مراجع»: «تقدمت بطلب تجديد رخصة بناء من بلدية العزيزية الفرعية لمحل بيع أدوات الطلاء والاسمنت خلال يومين إلا أن معاملتي لم تنجز لوجود نقص في المساحين، حيث يستغرق الحصول على موعد مع المساح وقتا طويلا، وقد يتأخر المساح وبالتالي تفرض غرامة تأخير على المراجع. ويرى أحمد عبدالله «مراجع» والذي التقيناه أمام بلدية العزيزية الفرعية أن هناك تأخيرا في إنجاز المعاملة، فبعد انتظار ثلاثة أسابيع وصل المساح ووجد مخالفات، وبالتالي تأخرت في إنجاز المعاملة رغم أن التأخير من قبل البلدية. أخطاء وملاحظات أما نوح الشذوخي «مراجع في بلدية العزيزية» فيقول: «توجد بعض الأخطاء والملاحظات في المعاملات من خلال أجهزة الكمبيوتر التي تتسبب في بعض الخلل، وكذلك هناك بعض المراجعين يتأخرون عن موعدهم، كما حدث معي ويحصلون على موعد آخر. أما ياسين عبيد «مراجع» فيقول: «معاناة المراجعين تكمن في عامل الوقت». وينضم إليهم رياض الزهراني «مراجع» فيطالب بتجديد رخصة، مشيرا إلى أن التأخير قد يكون من الشخص نفسه أو نقص في الأوراق الرسمية والمستندات المطلوبة. وتقدم محمد المطيري بطلب ترخيص بسطة فواكه وخضروات ليقتات منها وأسرته، فطلبوا منه رخصة محل تجاري، وبعد أن أحضرها لم يقبلوها، وطالبوه برخصة محل مواد غذائية، وهو يتساءل عن علاقة طلبه لترخيص بسطة بترخيص محل تجاري. تأخر المساح ويعاني علي حمدان الجهني «مراجع» من تأخر قدوم المساح إلى محل صالون الحلاقة الذي يرغب في استخراج رخصة له لمزاولة النشاط إلا أن المساح لم يصل إليه في الموعد المحدد عند الساعة السابعة والنصف صباحا، بل ان الساعة تشير إلى العاشرة ولما يصل بعد، مضيفا أنه طلب منه أن ينتظر المزيد من الوقت مع العلم أن محله بالقرب من فرع البلدية. عمارة موقوفة ولا تختلف معاناة فهد العتيبي عن سابقيه حيث حصل من البلدية على ترخيص بناء عمارة 7 طوابق، وبعد إنجاز 4 منها منعته من إكمالها رغم استمرار صلاحية الرخصة، وعزت السبب- بحسب قوله - إلى كشف المبنى حال إكماله لفيلا جاره، وبعد توقف أعمال البناء لمدة 8 أشهر اضطر - كما يقول - لإكمال المبني ليلا بعيدا عن أعين البلدية مما ضاعف من تكلفة البناء. واستغرب العتيبي من قرار البلدية بمنعه من إكمال عمارته، مؤكدا أن المبني يكشف فيلا جاره فعليا منذ أن وصل إلى 4 طوابق لأن الفيلا مكونة من طابقين فقط.