شن مقاتلو المعارضة الليبية في الجبل الغربي أمس الخميس هجوما جديدا على قوات الزعيم الليبي معمر القذافي بعد يوم من اعتراف بريطانيا دبلوماسيا بالمعارضة. وعقب تراجع الامال في التوصل الى تسوية من خلال التفاوض بعد نشاط دبلوماسي محموم في الاسابيع الاخيرة أذعن طرفا الحرب الدائرة منذ خمسة أشهر للأمر الواقع وأدركا ان الصراع سيتواصل في شهر رمضان. وقال متحدث باسم المعارضة الليبية إن مقاتليها بدأوا أمس هجوما على مدينة الغزايا الاستراتيجية التي تسيطر عليها الحكومة قرب الحدود التونسية، وقال المتحدث محمد ميلود «بدأنا هجوما على الغزايا بالصواريخ والدبابات». وتقع الغزايا قرب حدود تونس وظلت تحت سيطرة القوات الحكومية منذ بدء الصراع. وعند نقطة تفتيش على مشارف بلدة نالوت القريبة التي تسيطر عليها المعارضة ساد التفاؤل بين المقاتلين بعد بدء الهجوم. وقال محمد أحمد (20 عاما) وهو تاجر في أحد الاسواق انضم الى المقاتلين «نحن واثقون من اننا نستطيع هزيمة القذافي الان. استولينا على مزيد من الاسلحة من الجيش الليبي أغلبها بنادق ايه.كيه 47». وقال باسم أحمد الذي عاد لتوه من الجبهة ان المقاتلين سيطروا على اجزاء من ثلاث قرى وفر عدد كبير من القوات الحكومية لكن تعذر التأكد من صحة ذلك. واقتيد جندي أسير من القوات الحكومية للعلاج في مستشفى ميداني على مقربة من مقاتلي المعارضة. وكان الجندي حافيا وفقد إحدى يديه. وقال الجندي الذي عرف نفسه باسم حسن ان الجيش الليبي يفقد العزيمة على القتال، وقال من مرقده في المستشفى «لا نريد ان نقاتل طوال الوقت. الكل ضدنا». ورغم تسرب الدماء من الاربطة التي تلف يده المبتورة واصل أحد المقاتلين استجوابه عن الوحدة التي ينتمي اليها ومن اين اتى، وكان يرقد في المستشفى ثمانية جرحى أربعة من جنود القذافي وأربعة من المقاتلين. وقال شهود ان ستة آخرين من جنود القذافي أسروا. وسيطر مقاتلو المعارضة على مساحات كبيرة من الاراضي الليبية منذ بدء انتفاضتهم ضد حكم القذافي الممتد منذ 41 عاما وهم يسيطرون الان على منطقة جبل نفوسة وشمال شرق ليبيا ومدينة مصراتة في الغرب. لكن مقاتلي المعارضة مازالوا يفتقرون للتنظيم والتسليح الجيد. ورغم الضربات الجوية لحلف شمال الاطلسي على مدى أربعة أشهر الا انهم فشلوا في احراز أي مكاسب كبيرة قبل بداية شهر رمضان. ولبلدة الغزايا أهمية استراتيجية محلية وتتخذ منها قوات القذافي قاعدة لمهاجمة مقاتلي المعارضة في الجبال لكن سقوطها لن يقرب المعارضة أكثر من طرابلس.