شدّد أستاذ الدراسات العليا في جامعة القصيم أ. د.عبد الله بن مساعد الطيار على أهمية العدل فقال: «العدل مطلوب حتى مع الأعداء لكي تحفظ الحقوق وتؤدى إلى أصحابها قال تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً « ، والعدل مع أقرب الناس وأبعدهم ينبغي أن يكون على حد سواء فلا يحابى قريب لقربه ولا يترك بعيد فيضيَّع حقه لبعده بل الناس في ذلك سواسية وقد أعلن هذا المبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم في قصة المخزومية التي سرقت وجاء أسامة بن زيد يشفع فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَتَشْفَعُ فِى حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ «، ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ فَقَالَ « أيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» ومن أهم وأوجب العدل المأمور به العدل بين الأولاد فلا يجوز للأب أن يفضل بين أولاده لا بالعطية ولا بالكلام ولا بالمأكل والمشرب ولا أن يدني أحداً ويبعد الآخر ولا أن يعطي ذكراً ويحرم أنثى لأنه لا يعلم في أيهم يكون النفع والخير ولا يدري في أيهم يكون الأمل والرجاء بعد الله، وقد يخلف الله ظنه فيقسو عليه من أولاده من كان يكرمه ويحنو على الأب من كان الأب يقسو عليه ويسيء به الظن فالصلاح والهداية بيد الله جل وعلا والعدل بين الأولاد واجب في العطية وغيرها ولا يستثنى إلا النفقة فالأب ينفق على المحتاج منهم دون غيره. وكل ما يتعلق بالنفقة لا يلزم العدل فيه بل تكون حسب الحاجة فمثلاً كون الأب يعطي أحد الأولاد خمسة ريالات للمصروف المدرسي ويعطي الأصغر ريالين حسب السن والمرحلة الدراسية فهذا لا إشكال فيه أما أن يعطي هذا سيارة دون الآخر أو يعطي هذا أرضاً دون الآخر فهذا محرم إلا إذا كان ذلك بيعاً وبرضا الأطراف كلها فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال إِنَّ أَبَاهُ أَتَى بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنِّى نَحَلْتُ ابْنِى هَذَا غُلاَمًا كَانَ لِى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم« أَكُلَّ وَلَدِكَ نَحَلْتَهُ مِثْلَ هَذَا». فَقَالَ لاَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « فَارْجِعْهُ».