في البداية لا بد أن نأتي على تعريف بسيط لمفهوم العزل الحراري ونقول: إنه عملية منع أو تقليل انتقال الحرارة من وسط لآخر، وذلك من خلال استخدام مواد لها خواص عازلة للحرارة تحد من تسرب الحرارة من خارج المبنى إلى داخله صيفاً، ومن داخله إلى خارجه شتاءً، وبالتالي يحتفظ المبنى بدرجة الحرارة المناسبة لمدة طويلة، وهذا من شأنه تخفيض استهلاك الطاقة الكهربائية لأن الحاجة لتشغيل أجهزة التكييف سوف تقل،وحتماً عندما تقل ساعات عمل الجهاز فإن عمره الافتراضي يطول، والعزل الحراري الكامل والفعال لابد أن يشمل الجدران والأسقف والنوافذ والأبواب. وفي بلد تصل فيه درجة الحرارة صيفاً حدود «50° » في بعض المناطق، يصبح تزويد المباني السكنية والمنشآت الحكومية والتجارية والصناعية بنظام عزل حراري أمرا في غاية الأهمية، لكن الواقع أن أغلب مبانينا تفتقر هذا النظام، ولولا أجهزة التكييف التي تحاول مقاومة لهيب الصيف لتحول داخل المبنى إلى ما يشبه فرن ساخن يشوي من فيه،حيث يحدث التبادل الحراري بين المحيط الخارجي الأعلى حرارة وداخل المنزل على سبيل المثال الأقل حرارة من خلال الجدران والنوافذ والأبواب، فعدم وجود عازل يؤدي لتسرب الحرارة إلى حجر المنزل، مما يسبب جهداً كبيراً لأجهزة التكييف التي تعمل على طرد هذه الحرارة خارج البيت مجدداً، ولنا تخيل قيمة فاتورة الكهرباء في مثل هذا الوضع المزري، ومما يجدر ذكره أن استخدام العزل الحراري يقلل استهلال الطاقة الكهربائية بمعدلات تصل إلى نسبة 40 %، ولذلك مردود ايجابي على ميزانية الأسرة الشهرية، إضافة للأجواء المريحة والهادئة نتيجة توفر درجة الحرارة المناسبة و قلة مصادر الضوضاء لقلةساعات عمل المكيفات، و فوق هذا تخفيف العبء على محطات إنتاج الطاقة وشبكات التوزيع. وفي هذا الصدد يجب لفت الانتباه إلى أن ثقافة المواطن حول هذا الشأن ضئيلة جداً إن لم تكن معدومة، ما يعني أن هناك حلقة مفقودة بسببها استمر تشييد المباني في بيئة صحراوية شديدة الحرارة دون الاكتراث بالمعايير والمواصفات التي تناسب طبيعة المنطقة، لهذا يفترض بالجهات المختصة تدارك الأمر من حيث توضيح أهمية العزل الحراري وفوائده، ووضع أنظمة وضوابط تضمن جودة البناء وتراعي الظروف المحيطة. م.عايض الميلبي -ينبع