لأسباب شخصية ، وأسباب فلسفية - كما يقول الأستاذ أنيس منصور - كان يتابع أخبار الممثلة ( صوفيا لورين ) ، وعندما قابلها ، قالت له :» أنت سعودي « ؟ ، فردّ عليها « نعم « ، فقالت له : بترول ، وأردفت : عندك جواري ؟ ! ، فقال لها « سوف يكون عندي ( 6 ) ، 3 إيطاليات ، وواحدة فرنسية تقوم باختيار الملابس ، وواحدة إنجليزية تقوم بتربية الأولاد ، وواحدة من ألمانيا لتدير البيت وتهتم بالصحة والعلاج . وليس بمستغرب على « صوفيا لورين « أن تطرح مثل هذا الأسئلة على كل عربي تصادفه ، وبالذات إن كان من دول الخليج ، فهم يحكمون علينا من خلال تصرفاتنا ، ونحن خير من يطبق المثل ( فقير وتصرفاته تجارية ) . . نستدين ، ونسدد القروض لسنوات لكي نظهر ك (نجوم ) ، ولنلفت انتباه من حولنا ، فينحنوا لنا ونحن نشق طريقنا بعد ( الزّفّة ) ، وإلاَّ كيف وصلت سمعتنا إلى نجمات ( هوليود ) ! جميل جداً أن يتندَّر النجوم بتصرفاتنا ، وسخائنا - الذي لايقف عند أية حدود - عند كل مناسبة تجمعهم ، كيف «لا» وجدُّنا ( حاتم الطائي ) ؟! ومع ارتفاع راتب ( الشغالات ) ، وإيقاف التعامل مع كل من أندونيسيا والفلبين ، لفت انتباهنا الأستاذ « أنيس منصور « للفتيات الألمانيات ، اللائي يشتهرن بإدارة المنزل ويهتممن بالصحة والعلاج ، وإذا كان الأمر كذلك ، فإن الأمر يتطلب منا تحويل البوصلة إلى « هامبورج « طالما أنَّ الألمانيات لايحتجن إلى « شغالات». ف( أيادي العربيات الناعمة ) تأنف من غسيل الأطباق ومسح الأرضيات ، كما إنَّ منظر ( الفرخة المذبوحة) يبث الرُّعب في نفوس ( الفاتنات الناعسات المرهفات ) ، ولذا لابد لهن من عاملات يقمن بتلك الأعمال الشاقة ، علاوة على إحضار كل مايبعد مسافة « نصف متر « عنهن حفاظاً على الرشاقة! ومن أجل ذلك ، وتحقيقاً لمطالب أولئك ( الثائرات) ، نشط المتعاملون في السوق السوداء بعد أن آصبح الطلب على الشغالات أكثر من العرض ، ورفعوا رواتب الشغالات إلى ( 2000 ) ريال في موسم شهر رمضان ، و(الشغالات ) لسن كحليب ( المراعي ) ، إذ تصعب مقاطعتهن ، بل قادرات على أن يفرضن أكثر . ولم يعد البيت الخليجي يقتصر على خادمة واحدة ، فهناك عائلات لديها (3) شغالات ، واحدة للتنظيف ، وواحدة للطبخ ، والأخرى مربية ، بينما لدى بعض العائلات ( ثلاث ،أو أربع بنات ) في سن الزواج لكنهم لايستغنون عن عاملة منزلية تسخّر لخدمة ذاك « الفريق « ! وأعرف شخصاً راتبه لايتجاوز ( 3800 ) ريال بعد أن تمت إحالته للتقاعد ، ولديه شغالة راتبها ( 1200 ) ريال ، ويشكو دوماً من سوء حالته المادية ، لكن أحداً لم يجرؤ في يوم من الأيام على مفاتحته بأنه « لالزوم للشغالة « ! ولا تعرف « صوفيا لورين « بأن عدد سكان المملكة قد بلغ ( 27 ) مليونا ، وإذا افترضنا بأنّ نصف هذا العدد يعمل لديهم ( سائق وشغالة ) ، فإن عدد السكان يصل إلى ( 54 ) مليون نسمة ، قلتُ سائقا واحدا ، وعاملة منزلية واحدة ، متجاوزاً « الاسثناءات « . وكنت قد أوردت في مقال سابق لي بأنّ رئيسة وزراء بريطانيا السابقة « مارجريت تاتشر « كانت تعد وجبة الإفطار لزوجها قبل أن تغادر منزلها باتجاه مكتبها ، كما كانت تستعين بعاملة لمدة ثلاث ساعات يومياً فقط ، ولكن يبدو أن مهام النساء العربيات أكثر من مهام المسز « تاتشر « ، عاشت تضحيات النسوة في شرق آسيا ، وعاشت نساؤنا الجديرات بتلك التضحيات.! [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (24) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain