سطر واحد في سيرته الذاتية يكفي لتحديد بوصلته السياسية -إن صح التعبير- إنه عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز. ولأن كل سياسي محنك هو ابن بيئته بكل ما يعتمل فيها من مفردات السياسة ومصطلحات الدبلوماسية فضلاً عن التواصل الإنساني والتفاعل الحضاري والعمل الخيري بألف لام التعريف يستطيع المراقب أن يقترب كثيراً من الرؤية السياسية لنائب وزير الخارجية الجديد. إنها بيئة الفروسية العربية بكل ما تعنيه من قيم النبل والشهامة وتقدير الموقف قبل الانطلاق نحو الهدف.. ولأنها كذلك فإنها قادرة على مواجهة مشكلات السياسة بما فيها من مد وجزر، صعود وهبوط.. سلام وصراع.. عهود ونكوص. ورغم حصول نائب وزير الخارجية الجديد على درجة البكالوريوس في العلوم السياسية والاقتصادية فضلاً عن الدورات المتعددة في المجالين السياسي والاقتصادي تبقى مدرسة الجد المؤسس منهلاً للأحفاد مثلما كانت ومازالت منهلاً للأبناء. هذا عن مدرسة الجد المؤسس بما تحتويه من فصول ساطعة للوحدة العربية وللتضامن الإسلامي وللتعايش مع شعوب العالم والسعي دوماً لتحقيق مفهوم "الخيرية" أما عن مدرسة الأب القائد فمازالت مصدر إلهام لقادة العالم.. حكمة وشجاعة ورؤية ثاقبة للأمور حولت كلماته ومواقفه إلى مبادئ عالمية ثابتة. وبين مدرسة الجد المؤسس والأب القائد هناك مدرسة ثالثة للدبلوماسية السعودية المعاصرة يقودها باقتدار الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والعامل المشترك في كل نجاح سياسي عربي في المحافل الدولية هكذا يمضي نائب وزير الخارجية لمنصبه الجديد محملاً بإرث الجد الحافل بمواقف الشهامة العربية وهدى الأب القائم على الحكمة العربية ومنهج الأخ الأكبر المستمد من رؤى القيادة السعودية. لقد دخل الأمير عبدالعزيز معترك السياسة مبكراً فقبل أعوام كلفه خادم الحرمين الشريفين بملفات سياسة محددة أبلى فيها الأمير بلاء حسناً رغم تشابك الأحداث إلى حد التعقيد، ولعل هذه التجربة زادته صقلاً حيث تنتظره بالتأكيد ملفات أخرى أكثر تشابكاً وتعقيداً في عصر تعاني فيه الأمة من الفرقة والاختلاف على الصعيدين الداخلي والعربي ويعاني فيه العالم من اهتزاز النظر في كثير من الأمور.