وجه المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر أمس كلمة للشعب المصري بمناسبة ذكرى ثورة 23 يوليو 1952، وصف فيها مصر الجديدة بأنها عصرية وقوية ودولة مدنية وديمقراطية. وحول الأوضاع الحالية قال طنطاوي «شهدت مصر خلال الفترة الماضية أحداثًا كبارًا شكلت مرحلة فاصلة تحتاج لجهد المصريين لتزيد من قدرتنا على مواجهة التحديات التي لا تحتمل التردد أو أنصاف الحلول، وتماسك الجبهة الداخلية ضرورة لمواجهة الصعاب التي تواجه الوطن، والتفاف حول هدف واحد هو أن «مصر أولا» لمواجهة أي تحديات تواجهها وتواجه شعبها». استطرد قائلا «نحن عازمون على المضي في بناء مصر دولة مدنية قوية، وماضون في ترسيخ الدولة الديمقراطية، والاقتصاد ركيزة من ركائز الأمن القومي المصري، واستطعنا مواجهة أزمات عديدة وبإمكانات وجهود ذاتية، وحريصون على الحفاظ على علاقات جيدة ومتوازنة مع كافة دول العالم، والالتزام بجميع المعاهدات والمواثيق». ومن جانب آخر عاد الهدوء مرة أخرى أمس إلى ميدان العباسية «شرق القاهرة» بعد الأحداث التي شهدها الميدان مساء أول أمس «الجمعة»عندما منعت أجهزة القوات المسلحة المتظاهرين من الوصول إلى مقر وزارة الدفاع، وتم إغلاق الطرق بالمدرعات، وأقامت القوات المسلحة كردونات أمنية لمنع المسيرة من التقدم باتجاه وزارة الدفاع. ونفى اللواء حمدي البدين قائد الشرطة العسكرية قيام القوات المسلحة التعامل بالرصاص الحي مع المتظاهرين، وقال إن ما حدث كان من قبل تخويف البعض باستخدام الرصاص المطاطي، مشيراً إلى أن الإصابات التي حدثت وعددهم أربعة أشخاص فقط تم دهسهم تحت الأقدام بسبب كثافة عدد المتظاهرين الذين يزيد عددهم عن خمسة آلاف وتم نقلهم للمستشفيات لتلقى العلاج، وقال إنه تم التعامل مع المتظاهرين بشكل سلمي، نافياً صحة الأنباء التي ترددت عن وقوع أعمال عنف من قبل الجيش في بعض المحافظات لتفريق المتظاهرين. وقال البدين في تصريحات له أمس إن المجلس العسكري يريد تهدئة الأوضاع داخل مصر، وأنه بدأ بتشكيل حكومة جديدة لتيسير الأعمال، مطالباً الجميع بالوقوف إلى جوارها لإنجاز التكليفات المنوط بها، منوهاً أن تشكيل الحكومة الجديدة وصدور تفاصيل إجراء الانتخابات لم يرض البعض وبالتالي حاولوا إيجاد طريقة لإحداث وقعية بين الجيش والشعب، وأطلقوا إشاعة بتعرض متظاهرين للضرب في عدد من المحافظات، موضحاً أن هدف المجلس العسكري نقل مصر لدولة ديمقراطية من خلال انتخابات برلمانية ودستور وانتخاب رئيس وتسليم السلطة للمدنيين، مبيناً أن إثارة الإشاعات والبلبلة تتسبب في المزيد من المتاهات التي تؤثر على الاستقرار وعلى عجلة الإنتاج وحركة السياحة، داعياً كافة فئات الشعب إلى الحذر. وكان المجلس العسكري اتهم في بيانه الأخير على موقعه على الفيس بوك حركة شباب 6 أبريل بالسعي لإثارة فتنة للوقيعة بين الجيش والشعب،الأمر الذي استنكرته الحركة في بيانها مؤكدة أنها كانت تهدف للضغط من أجل استكمال مطالب الثورة، ولا تسعى إلى أي تحريض ضد أية جهة ما،أو الإخلال بسلمية الثورة.