• شرفني أحد الأصدقاء بدعوة كريمة لحضور حفل تكريم إحدى شركات الطيران المنافسة للخطوط السعودية لبعض منسوبيها الذي ضمّ كوكبةً مميزةً من طيارين ومهندسين ومسئولي حركة ومضيفين وإداريين كُرموا على جهودهم المبذولة منذ بداية انطلاق عمل تلك الشركة وتحليقها في سماء فسيح ، وكان مما لفت نظري في حفل التكريم عندما أعلن اسم (فتاة سعودية) نالت جائزة الموظف المثالي للشركة وحققت رقماً قياسياً في استقبال مكالمات طالبي الحجز على مستوى قسم ال (Call Center) خلال عام كامل إضافةً لقيامها بإنهاء إجراءات السفر لطالبه ، وكان عدد العملاء كما يسمى في (عالم المنافسة) إحصائياً كما ذكر في الاحتفالية يفوق ال (1000) عميل تم خدمتهم من قبل هذه (الفتاة السعودية)!! *** • وهنا أطرح تساؤلاً بسيطاً عن توظيف (المرأة السعودية) للقائمين على (الخطوط السعودية) وذلك لاستغلال قدراتهن ومواهبهن ومنحهن فرصة للالتحاق بالعمل وإعطائهن الثقة الكاملة ، من خلال انطلاقهن من نقطة البداية بقسم ال(Call Center) الذي يملك الخصوصية التامة لهن ولا يكون هناك حجة ظاهرة كما يزعم البعض بحجة (الاختلاط)!! كما أن ساعات العمل تتوافق مع ظروف كل واحدة منهن ، ويتم من خلال ذلك استبدالهن بالشباب المتواجد بالقسم ذاته والمتواري عن الأنظار ليتحول هؤلاء الشباب إلى العمل الميداني داخل صالات المطارات ومكاتب مبيعات الخطوط السعودية التي تشتكي وتئن من قلة الأيدي العاملة ومعاناتها الكبرى التي تكمن في الجمهور المحتشد والمزدحم طوال فترة العمل بها !! *** • وبهذا الطرح أكاد أجزم بأن الاستثمار في (المرأة السعودية) عبر دخولها بوابة العمل بعالم (الخطوط السعودية) لتواكب هذه المؤسسة الوطنية موجة التغيير باستقطاب بنات هذا الوطن الغالي ، وذلك بمنحهن فرص عمل كغيرهن من سائر الجنسيات العربية والأفريقية والآسيوية التي تعج بها قوائم التوظيف بالخطوط السعودية !! فمن الأولى أن تكون (المرأة السعودية) أحق بهذا الشرف من غيرها !! وسوف نراهن جميعاً على نجاحها وتفوقها من خلال تحسين أداء العمل إنجازاً ودقةً وانضباطاً وستكون مثالاً حسناً لما يوكل إليها من مهام !! ولعل آخر ما أختم به : لماذا لا نعطي (المرأة السعودية) الثقة فهي تحمل أكبر وأعظم رسالة من الباري عز وجل على مستوى البشرية أجمع تربيةً وتعليماً وسلوكاً سوياً !!