حذر الشاعر والمفكر الإسلامي الدكتور عبدالرحمن صالح العشماوي من الثقافات التي ينهلها الأبناء والبنات هذه الأيام من القنوات الفضائية المختلفة، مشيرًا إلى أن على الجميع من أبناء هذه البلاد الطاهرة أن يتكاتفوا تحت راية التوحيد، وأن يعي أبنائنا وبناتنا البُعد التاريخي والثقافي والديني لهذه البلاد الطاهرة، لافتًا إلى أنهم يحصلون -مع الأسف- على ثقافتهم من خلال ما تبثه القنوات الفضائية المختلفة، ومن هنا فإن على الجميع مسؤولية كبيرة تجاه هذه الأجيال لتعرف وطنها وأمتها وما قدمته للعالم أجمع من خلال توصيل الرسالة السماوية لكل بقاع العالم. جاء ذلك خلال إلقائه محاضرة تاريخية ثقافية في ملتقى الشيخ عبدالعزيز بن حنش الزهراني بمحافظة المندق بعنوان «البُعد التاريخي والثقافي لمنطقة الباحة» بحضور محافظ المندق عبدالعزيزبن رقوش وعدد من الأدباء والمفكرين والمثقفين. واستهل الشيخ عبدالعزيز كلمة تحدث فيها عن الملتقى وبرامجه وأكد أنه يفتح أبوابه لأول مرة في الباحة، متمنيًا من الجميع المشاركة الفعالة فيه. بعد ذلك تناول مدير المحاضرة عبدالرحمن حنش السيرة الذاتية للدكتور العشماوي الذي استهل محاضرته بالحديث عن تاريخ الجزيرة العربية قبل بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر أن منطقة الباحة لها بُعد تاريخي عظيم وثقافي عميق، مستشهدًا بحديث لمفكرة ألمانية طافت العالم أجمع -على حد تعبيرها- فلم تجد أمة تتهاون بلغتها كالأمة العربية. وقال العشماوي: «لقد طفت المناطق كلها فلم أجد منطقة لم يقدم أهلها شيئًا عنها كمنطقة الباحة». وذكر أنه سجل 30 حلقة ستعرض جميعها في شهر رمضان المبارك في القناة الأولى عنوانها «أمهاتنا أمهات المؤمنين» وذكر أنهن مرتبطات ارتباطًا قويًا بهذه البلاد وبعمق هذه البلاد. واستشهد الدكتور العشماوي أيضًا بمواقف تاريخية قبل عهد الإسلام حتى جاء ضوء الإسلام وانتشر هذا الدين، فكانت هذه المنطقة سبّاقة لذلك. وتناول سير عدد من الصحابة رضوان الله عليهم، وعرج على القبائل والشعوب وحديث القرآن الكريم عنهما، وبيّن أن استلهام الموعظة والعبرة هو الهدف من هذه المحاضرة التي تناولت جوانب عديدة من تاريخ الجزيرة العربية حتى اجتمع الجميع على راية التوحيد، وأصبح لهذه البلاد أيضًا بُعد سياسي كبير منذ أن قام بتوحيدها الملك عبدالعزيز، سائلًا الله العلي القدير أن يحفظ لهذه البلاد أمنها واستقرارها. بعد ذلك بدأت المداخلات من الحضور، ومنهم الدكتور عبدالرزاق الزهراني، والدكتور سعيد الزهراني، وقاضي محكمة دوس مبارك الخاطر، وعدد من الحضور.