تهدف استراتيجية تنمية السياحة في منطقة عسير إلى الإسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية الثقافية في سياق أهداف التنمية السياحية الوطنية المرتكزة على تنويع قاعدة الاقتصاد الوطني وتحقيق تنمية إقليمية متوازنة وتوفير فرص التوظيف والعمل للمواطنين. وجاء في كتيب اصدرته الهيئة العليا للساحة والآثار انه تم إعداد الاستراتيجية ضمن إطار مشروع تنمية السياحة الوطنية وهي استراتيجية تمتد إلى 20 عامًا حتى العام 1445ه /2023م. وتسير الخطة وفق عملية منظمة ومتتابعة من المسح والتحليل وصياغة استراتيجة التنمية السياحية الإقليمية وإعداد التوصيات الخاصة بجميع نواحي التنمية السياحية وتحديد أساليب التنفيذ. وقدم الكتيب وصفًا عامًا لمنطقة عسير التي تقع في الجزء الجنوبي الغربي للمملكة وتبلغ مساحتها نحو 80 ألف كيلو متر مربع أي 3.7% من إجمالي مساحة المملكة وتتميز المنطقة بسلسلة جبال السروات الممتدة من الشمال إلى الجنوب بمحاذاة ساحل البحر الأحمر وبارتفاع يصل إلى 3 آلاف متر وتمثل درجات الحرارة المعتدلة والسماء المشرقة الصافية والمناظر الجبلية الخلابة أهم عناصر جذب السياح إلى منطقة عسير. وتنقسم منطقة عسير إلى 11 محافظة و26 مركزًا فئة (أ) و44 مركزًا فئة (ب) ومن المتوقع أن يتم إنشاء مراكز جديدة في المحافظات وهناك نحو ألفي قرية وهجرة في منطقة عسير. وبلغ عدد السكان في المنطقة 1.69 مليون حسب إحصاء عام 1425ه /2004م ومنهم 1.43 مواطن ويشكل سكان المدن الأساسية الثلاث أبها وخميس مشيط وبيشة 36% من إجمالي السكان فيما يعيش الباقي في قرى ومدن صغيرة يتركز معظمها في المرتفعات مع قلة منها في المناطق الساحلية المنخفضة والمرتفعات الشرقية. ويعتمد الاقتصاد في منطقة عسير أساسًا على الزراعة والسياحة والتجارة والصناعة وتشكل هذه القطاعات الموظف الرئيس للسكان في المنطقة إضافة للوظائف الحكومية المدنية منها والعسكرية. وتناول الكتيب رؤية ومهمة وأهداف الاستراتيجية ورؤية السياحة في المنطقة وابرزها أن تكون منطقة عسير وجهة سياحية رائدة في المملكة اعتمادًا على مواردها البشرية والطبيعية والتراثية والثقافية وأن يكون قطاع السياحة في المنطقة قطاعًا رئيسًا ذا منافع اقتصادية واجتماعية مستدامة تضمن الحفاظ على القيم الإسلامية والتراث الثقافي والبيئي في المنطقة. وتتمثل أهداف الاستراتيجية في تنمية السياحة بطريقة منظمة ومنضبطة ومستدامة تحقق منافع اقتصادية واجتماعية وتحافظ على البيئة الطبيعية الخلابة وتحمي التراث الثقافي المتنوع في المنطقة بالإضافة إلى احترام القيم الدينية والاجتماعية. ومن حيث الموارد السياحية، تحظى عسير بموارد سياحية مميزة تشكل أساسًا لتنمية أنماط سياحية متعددة وتتعلق هذه الموارد بالبيئة الطبيعية والمواقع التاريخية والتراثية إضافة إلى المرافق السياحية المتوافرة.وتضم الموارد السياحية المرتبطة بالمواقع التاريخية والأثرية والتراث العمراني بعض الموارد المهمة خاصة أنماط التراث العمراني التقليدي الموجود في عدد من القرى والأحياء الحضرية ومن الموارد والأنشطة والفعاليات المرتبطة بالنواحي الثقافية المتاحف والقرى الثقافية ومهرجان أبها الصيفي والمصنوعات اليدوية والعادات الثقافية. ومن الموارد السياحية الأخرى بعض المنتجعات الجبلية الجيدة والفنادق الحديثة والمدن الترفيهية والمتنزهات الحضارية ومسرح كبير ومركز للمعارض والأنشطة الرياضية المنظمة. وتتصف السياحة في منطقة عسير حاليًا بأنها متطورة نسبيًا؛ إذ يوجد فيها 39 فندقًا تضم أكثر من 2.100 غرفة إلى جانب 167 مجمع للشقق المفروشة كما يوجد في المنطقة بيت للشباب وسكن للطلاب. ونظرًا لموسمية السياحة والمتمثلة في تركز وفود السياح إلى المنطقة خلال فصل الصيف المعتدل تعاني مرافق الإيواء انخفاضًا في معدلات الإشغال السنوي. ويوجد بالمنطقة 25 وكالة سفر لها نشاط محدود للغاية في مجال تنظيم الجولات السياحية على الرغم من قيام بعض الفنادق بتوفير هذه الخدمة. ويوجد بالمنطقة حوالي ألفي مطعم ومحل للوجبات السريعة لكن ما يصنف منها كمطاعم سياحية قليل جدًا وهناك 40 وكالة لتأجير السيارات.