شكّلت عودة أهالي الخوبة إلى ديارهم يوم الجمعة الماضي، بعد عامين من النزوح من قراهم ومنازلهم؛ بسبب انتهاكات الحوثيين لحدود المملكة الجنوبية، شكّلت حدثًا سعيدًا يصعب التعبير عنه، عندما عانق أولئك العائدون من أبناء الوطن ترابهم الغالي، بعد أن غمرتهم مشاعر الفرحة بعودة الحياة إلى هذا الجزء العزيز من أرض الوطن، وتبادل المواطنون التهاني بهذا العود المبارك، فيما امتزجت زغاريد النساء من داخل السيارات التي أقلتهم إلى الخوبة، ومن داخل المنازل الجديدة بأبواق سيارات العائدين، التي شكّلت موكبًا فريدًا من مواكب الفرح التي تتوالى في ربوع الوطن، مع كل عطاء سخي جديد لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- من عطاءات الخير والبركة لشعبه النبيل تجسيدًا للعلاقة الوطيدة والرباط الوثيق الذي يربط القيادة بالمواطن في وطن العزة والشموخ. عودة أهالي الخوبة إلى ديرتهم، بعدما جرى تحديثها، وتحسين مرافقها، وإعادة تهيئة مساكن للمواطنين فيها، تتيح انخراطهم مجددًا في مسيرة البناء والتنمية، وتؤكد أن أمامهم الكثير من المهام التي تنتظرهم لمواصلة البناء، والمشاركة في تعلية صرح الوطن، كل في موقعه، بعد رحلة نزوح لم يشعر خلالها أيٌّ منهم بمشاعر الاغتراب؛ لأنهم كانوا يعيشون خلال هذين العامين في رحاب الوطن، وبضيافة إخوانهم المواطنين الذين استضافوهم في منازلهم، وفتحوا لهم قلوبهم، وبيوتهم في مشهد يؤكد على تلاحم أبناء الوطن، في إطار التطبيق العملي لمفهوم المواطنة. ما زاد من مشاعر الابتهاج استنفار جميع الجهات الحكومية كافة طاقاتها منذ صدور القرار القاضي بعودة النازحين إلى قراهم، بتوفير كافة الخدمات الضرورية، وإزالة مخلفات الحرب، وذلك بالتعاون مع جمعية الحرث الخيرية التي استقبلت السكان، ووزعت التعليمات والإرشادات عليهم، بعد أن أصبحت منازلهم مهيأة للسكن بصيانتها قبل عودتهم، وبعد أن نسقت بالتعاون مع اللجنة الإعلامية بالمحافظة مع الجهات الأمنية لاستقبال السكان العائدين، وعائلاتهم وسياراتهم، إضافة إلى توزيع العديد من الإصدارات التوعوية بالصور والتعليمات لهم بالهدوء والتعاون بالإبلاغ عن أي جسم غريب، أو غير معروف يعثرون عليه، أو أي تصرف يخل بالأمن والاستقرار، بما يعكس حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين على توفير أقصى درجات الأمان والسلامة للعائدين، والوفاء بكافة متطلباتهم واحتياجاتهم.