القيمة في تعريفها البسيط هي عادة سلوكية ينتهجها الفرد في حياته ويستمر عليها ويحافظ عليها وهي في الاصل يجب ان تكون قيمة حسنة والقيم التي يحرص رجال التربية على غرسها في نفوس من يقومون بتربيتهم وهي التي ان صلحت هذه القيم صلح ذلك الفرد. وقد تكون هذه القيم سيئة يكتسبها الفرد من الخلطاء الذين يعيش معهم.فمثلاً الصدق قيمة وهي من القيم الحسنة ويكتسبها الفرد من البيت اولاً اذا كان اهله أي اهل ذلك المنزل يتخذون تلك القيمة منهجاً لهم. والكذب قيمة ولكنها سيئة ويكتسبها الفرد من جلساء السوء واقرانه في المدرسة او قد تكون هذه القيمة السيئة اكتسبها من المنزل اذا كان الوالد او الوالدة او الاخوان ينتهجون تلك القيمة ويعملون بها والقيم قد تكون مقصورة ، أي فائدتها وضررها على الانسان نفسه وقد تكون متعدّية يكون نفعها وضررها على الآخرين وقد تكون القيمة مقصورة ومتعدية في وقت واحد. فمثلا الصدق قيمة مقصورة على الانسان نفسه ومساعدة الآخرين قيمة متعدية يصل نفعها الى الآخرين وبر الوالدين قيمة مقصورة ومتعدية فيها الثواب للفاعل وفيها النفع للوالدين واننا في زمن تغيرت فيه هذه القيم وتبدلت واصبحت يراها كل بمنظوره الخاص ويكيّفها حسب حاجته. فالنفاق يصبح مجاملة والكذب اصبح فناً وحرفة والغش مهارة والنصب شطارة والصدق غباء فأصبح المجتمع منقلباً رأساً على عقب في مفهوم القيم ولذلك كثر القصور وانتشرت السرقة والعبث بالمال العام والخاص والتعدي على حقوق الآخرين والظلم والرشوة وكل ذلك لأن رجال التربية والمهتمين بهذا المجال اهملوا جانب القيم واهمية غرسها في الناشئة فكان الحال كما نرى. فهل من عودة يا مربي الاجيال ويا صناع التربية هل من عودة الى دراسة وكيفية غرس القيم في نفوس ابنائنا. لعل الله ان يصلح احوالنا ودمتم سالمين. فهد خصيوي العمري -المدينة المنورة