شارك المنتخب السعودي الأول لألعاب القوى بخمسة عشر لاعبا من نجومه في منافسات البطولة الآسيوية التاسعة عشرة التي أقيمت في مدينة كوبي اليابانية في الفترة من 7-10/7/2011م ، ورغم ذلك كانت الحصيلة ميداليتين فقط واحدة ذهبية ومثلها فضية ، وهذا بالتأكيد ليس تراجعا بمستوى نجوم القوى السعودية بقدر ماهو تطور هائل في مستوى نجوم القارة الاسيوية ، وسعي جل الدول الواقع في قارة آسيا إلى تطوير منتخبات ونجومها بشكل مستمر مع تراجع قليل للاخضر أيضا ، كما أن ماتمر به القوى السعودية من مرحلة انعدام الوزن بسبب المرحلة الانتقالية من الجيل السابق إلى الجيل الحالي يعد سببا رئيسا في قلة الانجازات ، وباستعراض نتائج نجوم القوى السعودية المشاركين في البطولة نجد أن العداء يوسف مسرحي عكس ما خلص إليه من خلال برنامج الإعداد الجيد خلال معسكرات القوى التى انطلقت من جدة والرياض ، واستمرت خارجيا في المانيا فهو بعد العودة القوية من الإصابة في الموسم الماضي شق طريقة بدءا من البطولات المحلية حتى حقق ذهبية تخصصه في سباق 400متر حواجز وهذا السباق يعد أحد أصعب سباقات المضمار في العاب القوى لكن نتائج يوسف بدأ من التصفيات وحتى النهائي كانت تسير بشكل تدرجي وهذا دليل على برنامج تدريبي فهو تجاوز تصفيات تخصصه ال400متر حرة بزمن وقدره 46,47 ثانية ، حقق الميدالية الذهبية في نهائي هذا السباق بزمن وقدره 45.79 ثانية رغم أن زمنه الشخصي 45.48 ثانية، وبعد هذا الجهد الرائع شارك في نهائي 4×400 تتابع واسهم اسهاما كبير في تحقيق فضية هذا السباق ، ليضاف لسجل انجازاته تحقيق ميداليتين خلال هذا البطولة ، فيما عجز زميله اسماعيل الصبياني عن تحقيق انجاز خلال البطولة رغم أنه يمتلك في سجله زمنا أفضل من زمنه الذي تحقق في التصفيات أو نصف نهائي سباق 400متر فهو اجتاز التصفية بزمن وقدره 47.30 ثانية في حين تحسن زمنه في النهائي هذا السباق وبلغ 45.79ثانية ، لكن تكتيك مدربهم في النهائي ضحى باستمرار الصبياني وتحقيقه أنجاز ليحقق زميله الرقم الشخصي 45,74 ثانية ، في حين شارك الواثب أحمد نزار الشرفا في منافسات نهائي الوثب الطويل لكنه عانى كثيرا من جراء إصابة لحقت به منذ بداية المنافسة لكنه حقق الترتيب السادس على أسيا بمسافة 7.64 متر ورقمه الشخصي في الطويل 8.05 متر، أما الواثب الواعد نواف اليامي فهو خامة مستقبلية إذا حافظ على نفسه وتبنّاه الاتحاد كونه يملك قوما جيدا ونتائجه في الفترة السابقة كانت جيدة لكن حقق الترتيب السادس اسيويا بارتفاع 2.05متر عندما شارك في نهائي الوثب الطويل وكانت قلة الخبرة عاملا اساسيا في تحقيق هذه النتجة لان رقمه الشخصي يبلغ 2.14 متر، وفي سباق 100متر شارك العداء ياسر الناشري وقدم مستويات ملفتة رغم أنه عانى كثيرا من ظروف النهائي بعدما تأهل من التصفيات باعتبار رقمه افضل الارقام والذي بلغ 10.62ثانية ، كما عانى ايضا في نهائي هذا السباق وعاش ظروف طرد لاعب ثم اعادته بعد تأخير 7 دقائق لكنه حقق الرابع اسيويا بزمن وقدره 10.30 ثانية وهو رقم شخصي جديد له لان رقم الشخص المنسوخ هو 10,31 ثانية ، فيما فقد العداء محمد القريع اخصائي العشاري في المنتخب السعودي ميدالية ذهبية كانت في متناوله بسبب الاصابة التى داهمته في منافسات اليوم الاول للعشاري ورغم هذا فقد جمع 3127 نقطة من اربع منافسات فقط ورقمه الشخصي في هذا التخصص 7642 نقطة حققه في دمشق ، أما العداء أحمد خضر المولد فهو شارك في تصفيات سباق 110م حواجز لكنه تعرض لاعثار خلال السباق وغادر رغم انه مرشح قوى لتحقيق إحدى ميداليات الصدارة ورقمه الشخصي يبلغ 13.69 ثانية ، أما زميله على الزاكي فقد خرج مطرودا في النهائي بعد أن تأهل عن التصفية بزمن وقدره 14.15 ثانية ورقمه الشخصي 14.84 ثانية ، أما الواثب أحمد فرج فقد شارك في منافسات مسابقة الوثب الثلاثي وتعتبر هذه أقل مشاركاته منذ عامين كونه لم يظهر بالمستوى المعروف عنه واكتفى بالترتيب التاسع في قائمة نهائي الوثب الثلاثي وتوقفت أفضل محاولاته عند المسافة 15.54 م رغم أن رقمه الشخصي المحقق في مدينة عمّان يبلغ 15.96 م، في حين جاء ترتيب زميله الواثب ماجد غازي الثالث عشر في القائمة وسجل في أفضل محاولاته رقما وقدره 14.60 متر، وشارك العداء عبدالعزيز لادان في منافسات سباق 800م لكنه على عكس المتوقع غادر مبكرا كونه لم يؤد الاداء المطلوب في التصفيات وجاء رابعا للمجموعة الاولى من التصفيات بزمن وقدره 1:54.17 دقيقه ، أما رباعي التتابع فقد شارك مرتاحا في النهائي ورغم هذا فقدوا الذهبية كون الفريق الصيني للتتابع كان جيدا جدا وفاقهم في التكتيك رغم تخصصهم في هذا السباق وشارك الثلاثي حامد البيشي ، ومحمد البيشي ، ويونس الهوسا دون المشاركة في أي منافسة من قبل في البطولة في حين شارك يوسف مسرحي رابعا بعد تحقيقه الميدالية الاولى في سباق 400م وكان أفضلهم مستوى عموما بلغ زمن التتابع السعودي 3:08.03دقيقه . وهناك نجوم غابت عن هذه البطولة المهمة لكن الاصابات غيبت الرامي سلطان الدوادي والعداء بندرشراحيلي ، والواثب محمد الخويلدي ،كما تغيب صاحب أفضل رقم موسمي هذا العام لسباق 1500متر العداء محمد شاوين فهذه الغيابات جلها كانت ميداليات تضاف ، لكن بطولة العالم المقبلة في كوريا ربما تكون فرصة لعودة الجميع ، والنتائج تؤكد أن المنتخب كان في مرحلة استعداد لكن هذه البطولة أتت كمرحلة من مراحل الاعداد . وكان العرب أكثر حضورا من ذى قبل حيث استطاع نجومهم تحقيق سبع عشرة ميدالية ملونة عن طريق الجنسين وكانت البحرين أكثر تحقيقا للميداليات بحصول نجومه على تسع ميداليات خمس منها للرجال واربع للسيدات كانت الذهبية منها خمس والفضية اثنتان والبرونزية واحدة ، فيما جاءت الكويت وقطر في مستوى واحد من تحقيق الميداليات وعن الرجال فقط وحصلت الكويت على ثلاث ميداليات ذهبية أثنان منها عن طريق نجمه محمد العازمي الحاصل على ذهبية سباق 1500متر وذهبية سباق تخصصه 800م ، وكذلك قطر نفس العدد ، ثم تأتي سوريا بعد ذلك بتحقيق فضية واحدة لفئة الرجال فيما حققت لبنان ذهبية واحدة عن طريق السيدات. وكانت الجماهير اليابانية هي العلامة الفارقة في البطولة اذ تجاوزت المتوقع وحققت رقما قياسيا في الحضور لبطولات آسيا على مر تاريخه ، وكانت فاعلة وهي تساند وتصفق بغض النظر عن جنسية المتسابقة فأضفت جمالا على البطولة. أما الطقس فهو شكل عاملا مساعدا رغم أن بعض فترات البطولة شهدت طهول امطار تسببت في تأجيل بعد منافساتها إلا أن الطقس كان له الأثر الايجابي خصوصا على الجماهير الحاضرة التى كانت تملأ مدرجات الملعب منذ وقت مبكر يوميا ، ويبلغ تعداد الملعب نحو اربعين الف متفرج ، لم يترك به مكان خصوصا في اليومين الاخيرين لعطلة نهاية الاسبوع رغم أن الدخول بتذاكر لكن اسعارها كانت في متناول الجميع .