منها عمّ نور الهداية وبلغ الآفاق، ومن أرضها انطلق الرفاق، ليبلغوا الإسلام إلى الغروب والإشراق، إنها مشعل النور، ومدينة المحبة والسرور، تعددت أسماؤها، دلالة على عظم مكانتها، وأحبها المصطفى ولم يرتض الخروج منها، وفيها مسجده الشريف، ومثواه الكريم، عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. إنها المدينةالمنورة منطلق الثقافة الإسلامية، واليها تأرز النسمات الإيمانية، المدينة النبوية، ذات المكانة العليّة والمنزلة السنيّة. وقد تم اختيارها من قبل الايسيسكو عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2013ميلادية. ولهذا الاختيار تبعات، ويترتب عليه العديد من المسؤوليات، ليعود النور من جديد، فيعم نفعه القريب والبعيد، من طيبة الخير ينتشر العلم للغير. ولكي يكون ذلك الحدث عالميا ، مواكبا لمجريات التقنية، ومتسقا مع آلة العصر، فقد كانت هذه الرؤى: - جميل هو إعلان هذا الحدث، ومنحه زخما إعلاميا رائعا، حيث أعلن ذلك سمو أمير المنطقة بحضور وزير الثقافة والإعلام، وجمع غفير من الإعلاميين والمفكرين والمثقفين، وهو ما ينم عن استشعار قيمة المناسبة، وأهمية إبرازها للعالم اجمع. - للوصول بهذا الحدث للعالمية فلابد من وجود بنية تحتية، وأتصور أن الأيام المقبلة ستشهد أمورا جديدة تحتاجها المدينة منذ أمد بعيد، كالمركز الحضاري ، والثقافي، وشاشات العرض الضخمة، وقاعات المحاضرات الثقافية العامة ، ليتواكب ذلك مع عاصمة الثقافة. - هذه المناسبة تحتاج إلى أماكن يذهب إليها القادمون لهذه العاصمة، سواء كانوا مشاركين في فعالياتها ومدعوين أو حاضرين لها، فالأماكن الأثرية والمواقع التاريخية تحتاج إلى شركات عالمية متخصصة لديها الإمكانات وتمتلك الخبرات الكافية التي تؤهلها لإعادة مايمكن إعادته ولو من خلال المجسمات التخيّلية، بحيث يتمكن الزوار من مشاهدة معالم السيرة والمواقع والآثار التاريخية بعد إعادتها . - مما يفترض التنبه له هو وضع الحدائق والمنتزهات في المدينة؛ فهي في وضعها القائم بائسة إلى درجة مشينة، فلا يمكن للشخص اصطحاب ضيوفه إلى حديقة أو منتزه، فهل يستمر ذلك إلى عام 2013 م في خضم فعاليات إعلان المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية؟! - النادي الأدبي والجامعات وغيرها من المؤسسات العلمية والثقافية يفترض أن تعلن ابتداء من هذه الأيام عن فتح باب القبول لكل فكر أو برنامج يصب في إظهار هذه المناسبة وإبراز مكانة المدينة من حيث كونها مهد الثقافة الإسلامية. - إيجاد موقع الكتروني يقبل المشاريع والبرامج الثقافية يبدو أنه في غاية الأهمية، فنحن أمام مناسبة ثقافية عالمية، وبحاجة لكل فكرة أو معلومة تثري الحدث، والموقع سيكون نافذة فكرية لكل من يرغب طرح رأي أو إبداء فكرة أو برنامج. - كم أتمنى أن يكون هناك موقع أساسي للمناسبة، وسقيفة بني ساعدة متاحة حاليا كموقع وبقي التشييد، وهناك وقت كاف، لتكون مركزا ثقافيا متميزا بموقعه وثرياً بمعلوماته ونشطاً بفعالياته. إن عودة الثقافة إلى مهدها ليس بالأمر المستغرب، ولكن المقصود هو التجديد لذلك المهد ليعود منطلقا مرة أخرى ينشر الثقافة للعالم أجمع ولعله بعد العودة يكون أعم وأنفع. واختيار المدينة صائب وموفق؛ فهي المنطلق والمنبع، وإلى رياضها تعود ولمهدها ترجع، فمدينة الهادي هي – بلا شك – عاصمة الثقافة الإسلامية بل والعالمية فإسلامنا أساس ثقافتنا، أفدنا منه ونشرناه ليفيد منه الجميع.وهاهي الفرصة تتكرر لتكون الفائدة أكبر. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (68) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain